كثرت التكهنات حول قضية التعامل التركي مع قوى المعارضة الإسلامية المتواجدة في محافظة إدلب والمناطق المجاورة في ريف حلب وريف حماة واللاذقية وذلك بعد الدخول المتوقع للجيش التركي إلى الأراضي السورية، ما يعني وجود عدة سيناريوهات محتملة فيما قد يحدث مع دخول قوات تركية إلى محافظة إدلب وما سيتبعه من بناء قواعد عسكرية والتدخل في الشؤون المدنية.
ولعل السؤال الأبرز كيف ستتعامل القوات التركية مع وجود فصيل هيئة تحرير الشام والذي من أبرز مكوناته جبهة النصرة أو فتح الشام والمصنفة تركياً من الجماعات الإرهابية؟
أما من ناحية تحرير الشام فقد أصدرت بياناً رفضت فيه قضية دخول قوات تركية إلا أن البيان لم يحتوي على أي تهديد لتلك القوات في حال قررت دخول الأراضي السورية، مع تأكيد الهيئة على استمرار قتالها ضد قوات النظام، ما يُرجح أن فصيل تحرير الشام لن يتعرض للقوات التركية طالما أنها لم تهاجمه في مقراته ومواقعه، وكما أنه مع دخول القوات التركية وتجولها في محافظة إدلب فمن المتوقع أيضاً أن تسحب تحرير الشام حواجزها وعناصرها منعاً لأي تصادم محتمل مع القوات التركية.
أما من ناحية القوات التركية فإنه لم يصدر حتى الآن أي تصريح يخص الفصائل الإسلامية وكيفية التعامل معها مع دخول القوات التركية، ولعل القوات التركية سوف تتجنب أي تصريحات بهذا الخصوص في الوقت الحالي لمنع إثارة أي بلبلات في الشارع السوري والذي تعالت فيه كثير من الأصوات المؤيدة للدخول التركي، لأن السوريين وإن كانوا ينتقدون واقع فصائل المعارضة والفساد الذي استشرى في قياداتها إلا أنهم لا يؤيدون فتح معارك جديدة ضد أي فصيل وخاصة أن المستهدف سيكون من أبناء البلد ومن الثوار الذين خرجوا لقتال النظام.
ولعل الأرجح أن القوات التركية ستحاول في المرحلة الأولى تجنب أي صدام مع أي فصيل عسكري، وستعمل على إنشاء قواعد عسكرية شديدة الحراسة، كما ستقوم بتدريب عناصر من الشرطة السورية الحرة لضبط الأمن في المناطق المحررة في سيناريو شبيه بما قامت به تركيا في مناطق درع الفرات في ريف حلب الشمالي.
هذا ولعل الأيام القادمة ستكشف لنا طبيعة التعامل التركي مع فصائل المعارضة في محافظة إدلب والمناطق الأخرى التي ستدخلها حسب التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، والذي أكد أن قوات تركية وروسية مشتركة ستدخل محافظة إدلب.
وحسب مراقبين فإن الجولة الخامسة من اجتماعات أستانا التي ستعقد بداية تموز/ يوليو المقبل ستكشف عن حجم هذه القوات وأماكن دخولها ضمن محافظة إدلب وكما ستكشف موقف المعارضة من التواجد التركي العسكري بالاشتراك مع التواجد الروسي.