هذا ما قاله أحمد داوود أوغلو وهذه المناسبة

أصدر رئيس الوزراء التركي الأسبق، ونائب ولاية قونيا حالياً، السياسي البارز في حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، اليوم السبت 8 تموز/يوليو 2017 بياناً أدان فيه الجريمة البشعة التي شهدتها مدينة سكاريا والتي راحت ضحيتها المرأة السورية الحامل وطفلها الرضيع ابن الـ 11 شهراً.

ونشر أوغلو على صفحته الرسمية في موقع الفيسبوك تحت عنوان “بيان حول ما حدث لضيوفنا السوريين في الأونة الآخيرة” جاء فيه:

“تمر جغرافيتنا بمرحلة صعبة للغاية وعلى رأسهم جارتنا سوريا التي تشهد واحدة من أكثر المجازر البشرية وحشية في التاريخ، تستمر حرب وحشية بين من يدافعون من أجل مستقبلهم ومصالحهم وسلطتهم، وبين من يناضلون من أجل شرفهم فقط.

المشكلة هي أن كل شيء بوسعه أن يأتي إلى هذه النقطة، فتحنا أبواب بلادنا التي تدعم بكل قوة ووضوح، كافة الجهود السلمية للراغبين بالفرار من آلامهم التي يشهدوها، لم تفتح تركيا أبوابها فقط، بل فتح أهلها قلوبهم وديارهم وموائدهم للسوريين، وعلى مدار خمس سنوات، وقفنا إلى جانب إخواننا السوريين بكل ماتحمله الكلمة من معنى في المواقف الصعبة، بدءا من كبار الوزراء الأتراك، الذين خصصوا للسوريين رواتب تقاعد، وحتى أطفالنا وصغارنا الذين قدموا مدخراتهم التي جمعوها إلى إخوانهم من السوريين.

أود أن أشكر بشكل خاص المواطنين الذين يعيشون في ولاية غازي عنتاب، وولاية هطاي، وكيليس، وشانلي أورفة. والكثير من الناس الذين أناروا التاريخ بما قدموه من إنسانية.

أؤمن بأنهم سيظلون يحملون هذا الشرف دائماً، وبخلاف تلك المدن، لنرى كيف فُتحت جميع أنحاء الأناضول للوافدين من البلقان والقوقاز، كان الأنصار على نفس الشكل حين أتى المهاجرين من سوريا والعراق، دون أن يسألوا أحد هل أنت تركماني أو عربي أوكردي أم يزيدي، على كل واحد منا أن يتباهى بشكل فردي بأصوله، لاننا جميعاً نمثل أمة واحدة.

على هذه الأراضي ولد مئات آلالاف من الرضع ليس من أجل سوريا بل من أجل مستقبل الأخوة بين تركيا وسوريا.

سنتذكر اليوم تاريخ القتلة بقسوتهم. لكن بجهودنا التي نشاركها مع السورين الذين نستضيفهم، نحن عازمون على تأسيس مستقبلنا المشترك معهم.

فى حين يغلق العالم وبالأخص “أوروبا”، أعينة وأبوابه ويبقى صامتاً أمام المجازر والقضية الإنسانية التي يشهدها السوريون، وهم لايقدمون على الأقل المعاملة الإنسانية للاجئين على أبوابهم، سينكس التاريخ رأسه خجلاً لأنهم لم يتمكنوا ولو قليل من مسح الآلام التي على وجوه هؤلاء، ولعدم تقديمهم المعاملة الإنسانية التي تليق بهؤلاء.

سوف لن تمحى من ذاكرة الإنسانية على مدار الأجيال تلك الأسلاك التي منعت اللاجئين وبالأخص في أوروبا. ستفقد القيم وحقوق الإنسان في ظل الظلام الذي يحيط بعديمي الضمائر والقيم وحقوق الإنسان والحضارة، والتي تلقيها في قاعاتها المضيئة.

هذه الحادثة المؤلمة التي شهدناها في، ولاية سكاريا، ومثل هذه الأفعال لا تمثل أمتنا النبيلة التي عرضت معدنها الأصيل لأخواننا على مدار السنين. وأنا متيقن بأن من قاموا بهذا العمل المشين سيمُثلون أمام العدالة وينالوا الجزاء الذي يستحقونه على فعلتهم.

وفي النهاية، أود أن أرسل خالص التعازي إلى جميع أخواننا السوريبن، وإلى الأمة العزيزة وإلى عائلة الفقيدة، نعم سنتخلص سوياً من هذا الامتحان الصعب، فالأمم الكبرى تظهر في المحن الكبرى، كم سيكون مؤثراً على مدار تاريخنا الذي نفتخر به، عندما نتجتاز سويا كهذه المحن الكبرى، سمعنا عن خبر العائلة السورية الذي يؤسفنا، وقد تكون هذه مناسبة لنحتضن أخواننا السورين من جديد، ونتخطى سوياً هذه الحوادث الكبيرة مجدداً.

كما أقدم خالص حبي وإحترامي للمواطنين كافة وأتقدم بامتناني للأخوة التاريخية التي أظهروها.

ولد أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق في 26 فبراير 1959 بكونيا في وسط تركيا، وأكمل دراسته الثانوية في المدرسة الألمانية الدولية في إسطنبول، ثم تخرج سنة 1983 من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية من جامعة البوسفور في تخصصي الاقتصاد والعلوم السياسية.

وحصل داوود أوغلو علي شهادة الماجستير في الإدارة العامة والدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة ذاتها.

وعمل بداية من العام 1990 أستاذاً مساعداً في الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا، التي أسس فيها وترأس قسم العلوم السياسية الى العام 1993، وعمل من بعدها أستاذا مشاركا.

وبين العام 1995 والعام 1999، عمل في معاهد ومؤسسات تابعة لجامعة مرمرة، وهي معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد البنوك والتأمينات وبرنامج الدكتوراه في قسم الإدارة المحلية والعلوم السياسية، وشغل في الفترة ما بين العام 1998 والعام 2002 منصب متحدّث زائر في الأكاديميةالعسكرية وأكاديمية الحرب.

وبعد انتخابات 2002، عُيّن كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ثم أسند إليه منصب سفير متجول في العام2003.

وتولّى في الأول من (مايو) 2009 منصب وزير الخارجية في الحكومة الستين لجمهورية تركيا.

كان واحداً من أبرز من ناب عن الحكومة التركية خلال الدبلوماسية المكوكية للتسوية بين إسرائيل وقطاع غزة في العام 2008.

ونشر داود أوغلو، المتزوج والأب لأربعة أبناء، العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية باللغتين التركية والإنكليزية، وترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات كالعربية واليابانية والبرتغالية والروسية والفارسية والألبانية.

اختارته مجلة “فورين بوليسي” في العام 2010 ضمن أهم مائة مفكر في العالم، باعتباره أحد أهم العقول التي تقف وراء نهضة تركيا الحديثة. وفيالعام 2011، اختارته المجلة أيضاً هو وأردوغان ضمن القائمة لدورهما في التفكير في دور جديد لتركيا في العالم والعمل على تحقيقه، عمل بصحيفة بني شفق التركية من عام 1995 لعام 1999 ونشرت له الكثير من المقالات يصل عددها الي 200 مقال.

واستقال داود أوغلو من رئاسته لحزب العدالة والتمية التركي في مايو الماضي بسبب رغبته في عدم خلق خلاف في الحكم بينه وبين الرئيس أردوغان.

أضف تعليق