أفرزت الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري عوامل جديدة لتوظيف السوريين في مؤسسات ودوائر الدولة والذي أصبح أمراً واقعاً لا بد منه.
لقد بات الموت فداء لبشار الأسد وكرمى للعائلة الحاكمة في سوريا الطريق الأقصر والأوفر حظاً من أجل الحصول على وظيفة عادية في دولة البعث.
نعم وقد اشترط نظام الأسد للتوظيف في مؤسساته وجهاته الحكومية أن تموت ليحصل أبناؤك أو أقرباؤك على وظيفة دون أي اعتبار لإتاحة الفرص المتساوية للجميع كي يحصلوا على الوظائف أو يتنافسوا في الحصول عليها.
وما يدمي القلب أن يتحول التعيين في الوظائف السورية مقروناً بأن يقتل أحد أفراد أسرة ما فتغدو العائلة كلها صاحية رخاء أو تؤمن لها الدولة سبيلاً لحياة أفضل على الأقل.
وقد عمد نظام بشار الأسد إلى توفير الوظائف لذوي قتلاه في محاولةٍ لضمان استمرار تأييدهم وذلك بعد تراجع وتيرة دفع التعويضات المالية , وبعد أن كان النظام يمنح عائلات قتلاه تعويضات عينية كالخراف والأبقار وساعات الحائط والسلال الغذائية.
ومع ازدياد المراسيم والتعاميم التي تخص ذوي “الشهداء” لدى النظام فقد أصدر رئيس مجلس الوزراء ، عماد خميس، مطلع شهر كانون الثاني من العام الحالي جملة من التعليمات التنفيذية لعام 2017 القاضي بتعيين ذوي الشهداء من الزوجة والأولاد، في المؤسسات الحكومية.
وتضمن القرار اختيار شخص من عائلة القتيل ليحصل على فرصة العمل، حيث حصرها بالأقارب من الدرجة الأولى ولا سيما الزوجة والأولاد، ومن ثم التوظيف لإخوة القتيل
في شهر آذار من هذا العام قررت رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام منح ذوي الشهداء مزايا جديدة، ومنها فرصة عمل لزوجة القتيل غير الموظفة بموجب عقد سنوي مباشر يجدد تلقائياً، أو لمن تختاره من أولادها، وفي حال كانت زوجة القتيل موظفة فيمكن منح فرصة عمل واحدة لمن تختاره من أبنائها، والسماح لإخوة القتيل الأعزب التقدم إلى المسابقات المحجوزة شواغرها بنسبة ٥٠ % لدى الجهات العامة، ومنح أحد إخوة القتيل الأعزب درجات تثقيل تتناسب مع عدد القتلى داخل أسرته عند التقدم للمسابقات (الوظائف)، وإلغاء شرط الحصول على شهادة التعليم الأساسي للفئتين الرابعة والخامسة من المتقدمين
وجاء في تلك المزايا أيضاً، أنه في حال وجود أكثر من قتيل في الأسرة يتم منح فرصة توظيف إضافية لأحد أفرادها.