لا تزال انعكاسات الجريمة الغادرة التي طالت عناصر الدفاع المدني في سرمين حاضرة في قلوب السوريين تهز مشاعرهم نظراً لما سببته من وجع وألم لمعظمهم وكون الضحايا من العاملين في المجال الإنساني وأعمالهم لا تجلب لهم إلا محبة الناس وتقديرهم الذي بدا واضحاً في التعاطي مع هذا الفعل الشنيع والمرفوض شعبياً وإنسانياً.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور الشهداء السبعة وصفاتهم ومآثرهم الإنسانية النبيلة التي تركوها في قلوب الناس.
موقع مرآة سوريا في إدلب يقدم لقرائه ومتابعيه تفاصيل قصيرة عن الشهداء الذين قضوا غدراً من خلال هذه المعلومات عن حياة شهداء الدفاع المدني في سرمين بريف إدلب والتي جمعها مراسلنا في إدلب أحمد خطيب.
*الشهيد بإذن الله عبيدة الرضوان “20” عاماً من حي الخالدية بحمص: عاش الشهيد الرضوان أعزباً ووحيداً على ست بنات فكان محباً لعمله ومثال الأخلاق والأدب وقد أصيب خلال عمله في حي الوعر إلى أن هجر بشكل قسري من حي الخالدية إلى حي الوعر ولينتهي به المطاف إلى مدينة إدلب وليتم فرزه على مركز سرمين للدفاع المدني وحيث لقي مصيره برصاص الغدر مع سبعة من زملائه.
*الشهيد بإذن الله حمزة كروما “24” عاماً من حي الخالدية بحمص:
تزوج حديثاً وينتظر مولودته البكر بعد أن هجر من الخالدية لحي الوعر فإدلب حيث عمل في المجال الإنساني مع زملائه في مركز سرمين بإتقان وشجاعة كما قال زملاؤه.
ونقل أحد أصدقاء كروما لناشطين مدى سعادته بمولودته التي كان ينتظرها وفرحته بأنه سيصبح أباً وقد جهز ملابس مولودته باكراً وكان يضعها على السرير ويتمتم بأنه سيصبح أباً وها قد قتل ليحرم من ابنته وتحرم عائلته منه.
*الشهيد بإذن الله محمد ديب الهر الملقب أبو كفاح “25” عاماً:
من أسرة فقيرة الحال لكنها غنية القيم والأخلاق متزوج ولم يرزقه الله أولاداً ويشهد له الأصدقاء بطيب القلب والخلق والإيثار والالتزام الديني وقد أصيب عدة مرات خلال عمله كان إحداها بالمجزرة الروسية بسرمين بتاريخ 20_10_2015 كما شارك بالكثير من أعمال الإنقاذ واستطاع بانسانيته العالية أن يصل لقلوب الآلاف حول العالم فالجميع شاهد تأثره عندما أخرج الطفلة وحيدة من تحت الأنقاض ليصبح محط أنظار الصحفيين حول العالم وقد بكاه السوريون بعد أن قتل غدراً على يد مسلحين هاجموا مركز سرمين.
*الشهيد بإذن الله عبد الرزاق حسن خليل مواليد 1994 :
متزوج ولديه طفل وطفلة ،تطوع بالدفاع المدني منذ أكثر من سنتين وتطوع مع فريق نور المدينة لمساعدة المحتاجين ، وبحسب ما تناقله الناشطون والأصدقاء ممن رافقوه فهو إنسان بسيط و طيب القلب ،صاحب نخوة وأخلاق ،،يحب الإنشاد وهو من عائلة فقيرة لم يكن هو من كادر هذه النوبة ولكن منذ فترة قريبة طلب نقله ليبقى مع رفيقه أبو كفاح فكان القدر أن يتصاحبا بالدنيا والآخرة .
*الشهيد بإذن الله محمد شبيب أبو عمر المعروف بزيدو مواليد 1980 : متزوج ولديه أربعة اطفال ،تطوع بالدفاع المدني منذ سنتين ونصف ومنذ تطوعه اكتسب شهرة كبيرة بأوساط الدفاع المدني ،زيدو من عائلة فقيرة إلا أنه عفيف النفس وغيابه عن ذويه سيزيد من مآسيهم.
*الشهيد بإذن الله زياد حسن قدحنون من مواليد 1977 :
متزوج ولديه أربعة أطفال ،عمل بصالة الإغاثة ومن ثم تطوع بالدفاع المدني من بداية تأسيسه وعمل كمنقذ وأصيب خلال عمله أكثر من مرة،الشهيد يحب مساعدة الآخرين وانضم لفريق نور المدينة التطوعي الذي شكل من أجل مساعدة المحتاجين دون أي مقابل.
*الشهيد بإذن الله باسل قصاص “30” عاماً خريج أدب عربي:
متزوج ولديه أطفال وقد عمل مدرساً وتطوع فيما بعد في منظمة الدفاع المدني منذ تأسيسه وعمل على توعية المجتمع على كيفية التعامل مع القصف وباقي الأخطار ،استلم إدارة مركز سرمين لفترة، ويعرفه أصدقاؤه بأنه صاحب خلق لا يتكلم إلا بطيب الكلام ، ملمُ بالإلكترونيات ومحب للاختراعات ولديه بعض الفكاهات التي تجعل مجالسته مفرحة .
وتجدر الإشارة إلى أن منظومة الدفاع المدني مستمرة في تقديم الخدمات الإنسانية للسكان المدنيين وفي كافة المجالات من تفكيك عبوات ناسفة، وإزالة مخلفات القصف، وكذلك غزالة الركام والأنقاض و شق الطرقات والمشاركة في عمليات إطفاء الحرائق وغيرها من الأعمال التي تساهم في تحسين حياة المدنيين وتعينهم في ظل هذه الحرب التي أطلقها ضدهم نظام الأسد وعصاباته المجرمة.