يدفعك التساؤل لا شعورياً لمعرفة كيف ارتبطت بنت “العصملّي” كما تقول عن نفسها رقية ديمير 27 عاماً، بمجاهد فلسطيني بلغ أشده بإتمامه الأربعين من عمره ، لاسيما وأن “التركية” كانت قد رفضت العشرات ممن تقدموا لخطبتها وقبلت بــ “القسامي” “باسل صالحية“!.
استأجرت رقية شقة في البرج السكني الذي يعمل فيه باسل رئيساً لمجلس إدارته، حيث طلب صاحبها منه تأجيرها قبل أسبوعين فقط من حضور رقية لطلب شقة، وأمضت عامًا كاملًا في قطاع غزة لدراسة الماجستير تخصص صحة نفسية ومجتمعية
تتحدث اللغة العربية وفي أحرفها الحلقية تحولت الأحرف إلى حرف الهاء لكن كلامها واضحاً ومفهوماً لغالبية من يستمع إليها.
تتخذ من شعار إذهب حيث يرتاح قلبك، اذهب حيث تشعر بالأمان والاطمئنان، مبدأ في الحياة، فلم تأبه العشرينية رقية بوضعها الاقتصادي والأسري الممتاز وتركت كل الرفاهية خلفها لأجل غزة وتعزيز صمودها، فاشتد وثاقها بها بعد أول لقاء لها مع ذاك المجسم على مكتب باسل!
فوق مجسم الكرة الأرضية كانت راية التوحيد والتي وضعها باسل، وكانت أول ما لفت انتباه رقية لها في المكان لحظة اتفاقهما على الشقة التي ستقيم فيها.
وبحسب المقابلة التي أجرتها معها “الرسالة:” سألته، ماذا تعني لك هذه؟، فأجابني:” هدفي في الحياة أن يعم الايمان على كل سكان الكرة الأرضية وأن ينطقوا بلا إله الا الله محمد رسول الله وأن يفعلوا بها، وأضعها أمامي حتى لا أنسى هدفي من الحياة، فأنا أحارب لأجل أن تعم العدالة“.
وكانت الدهشة أنهما يسعيان لذات الهدف فأجابته:” أتدري وأنا جئت من تركيا لهذا الهدف“.
وعن سبب اختيارها لباسل قالت رقية:” رجل يحب العدالة، لم يخطبني لجمالي، مجاهد وهدفه في الحياة سامٍ جدًا(…) هو انسان يفعل ما يقول“.
رفض أهلها الزواج من باسل وهم يعيشون صدمة على غياب ابنتهم ويرسلون لها الرسائل المتتالية: بنت الدلال “البرنسيسة” لماذا ترتبطي بمجاهد من غزة؟”.
ورداً على سؤال مراسلة الرسالة عن احتمالية أن تمسي أرملة مجاهد في غزة؟” كان سؤالًا لتذكيرها فقط بواقع القطاع، وتعرضه المستمر للعدوان الاسرائيلي، الا أن لمعة عينيها أقرت المصير ذاته الذي من الممكن لباسل أن يلقاه، وقالت باقتضاب: “إنه لشرف لي“.
قالت رقية وهي على شاطئ البحر ذلك المكان القريب من تركيا: “فرحي ليس للرقص” كانت حازمة وهي ترددها، يبدو بأنها تعي جيدًا أن حفل زفافها هو رسالة بحد ذاته، وتكمل بالقول:” رسالة من الشعب الفلسطيني القادر على الحياة، ورسالة سلام بين الشعوب الإسلامية والعربية في كل العالم، وأن نستمر في تركيا بدعم غزة بالفرح ومحاولة لرفع الحصار عنها“.
https://youtu.be/3x1Ix3tafOE?t=269
كأي عروس تحلم بالكثير وتبدأ بالتحضير لقائمة المدعوين، أهدتنا ابتسامة ثم راحت بنظرها الى الأمواج التي تسابق بعضها البعض وقالت:” أدعو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حضور حفل زفافي وأن يكونا شهود عليه في غزة“.
مراسم الفرح والتي ستبدأ في المسجد العمري الكبير لما له مكانة تاريخية إسلامية كبيرة وفق رقية، ثم ستكمل تلك المراسم بحفل فلسطيني ترتدي خلاله الثوب الفلاحي المطرز، آملة أن تباركه غزة كلها بألوانها وأطيافها.