يضطر نحو 3 ملايين لاجئ سوري لقضاء عيد الأضحى المبارك بعيداً عن أرض الوطن وفي ظل تفرق الأهل ضمن العائلة الواحدة، ويسعى السوريون باعتبار أن العيد للمسلمين أن يصنعوا ألواناً للفرح في هذه الأيام لترتسم الابتسامة على وجوه أطفالهم رغم أن غصة البعد والشوق إلى الوطن تسلب عقولهم وأفئدتهم.
وكالة الأناضول الرسمية أجرت تقريراً نشرته في أول أيام عيد الأضحى عن معاني العيد وحياة اللاجئين السوريين في تركيا.
ملك عبد الله (67 عاماً) تقيم في مخيم “بوينويوغون” للاجئين بولاية هاتاي جنوب تركيا قالت: “خرجت من سوريا قبل 7 سنوات، وقضيت 14 عيداً (فطر وأضحى) بعيدًا عن أرض الوطن”.
وتؤكد ملك أنها تعيش في أمان في تركيا، إلا أنها تفتقد بشدة جو العيد الذي اعتادت عليه في سوريا، والذي كانت التحضيرات تبدأ له قبل أيام بزيارة السوق وتحضير المستلزمات، ومن ثم إعداد الأطعمة والحلويات في المنزل لتقديمها للزوار في العيد.
وتضيف ملك بالقول: “أفتقد بشدة تلك الأيام، كان الصغار يزورون الكبار، الآن أولادي كل منهم في مكان مختلف، ولم يعد العيد أبدًا كما كان”.
لكن ملك تحمد الله كونها تعيش في بلد يحافظ على التعاليم والتقاليد الإسلامية ويمكنها أن تشاهد فيه مظاهر الاحتفال بالعيد. وقالت إنها “تشكر تركيا والشعب التركي على الدعم الذي يقدموه للسوريين وعلى محاولتهم نشر أجواء العيد في المخيم”، وتأمل أن تنتهي الحرب في بلادها، وأن تقضي العيد المقبل على أرض الوطن بين الأهل والأحباب.
محمد حسن كريمو (75 عامًا) لم يستطع حبس دموعه وهو يتذكر لحظة مغادرته سوريا قائلًا: “نظرت خلفي وأنا أترك بلادي وتساءلت ترى هل سأتمكن من العودة لها مرة أخرى، ثم غادرت باكيًا”.
ويقول كريمو بصوت يغلب عليه شعور الحنين للوطن: “كانت النساء تحضرن ألذ أنواع الحلويات قبل العيد، إلا أنهن لا يستطعن فعل هذا الآن بسبب الحزن المخيم علينا”.
وتشعر راغبة طماش (48 عامًا) بغصة كبيرة عندما يحل العيد وهي بعيدة عن سوريا، وتؤكد أن تلك الغصة لن تذهب حتى تعود وأهلها إلى سوريا.
وتقول راغبة “كنا نفرح كثيرًا بالعيد في سوريا.. تفرقت العائلة بين البلاد، ولم تعد تصلنا أخبار بعضهم”.
أما العيد بالنسبة لأماني هبل (29 عامًا)، كان سلسلة من الزيارات تشمل الأهل والأصدقاء، بل وحتى الأموات حيث لابد من زيارة القبور في العيد، إلا أن هذا لم يعد ممكنًا في الغربة.
أكثر من 8 آلاف سوري
وقال منسق مخيم “بوينويوغون” خالد أوزبك، إن “عدد السوريين الذين يقيمون في ذلك المخيم يصل إلى 8 آلاف و100 سوري بينهم 3 آلاف و500 طفل”.
وأشار أوزبك إلى أن المؤسسات التركية تفعل كل ما بوسعها لنشر جو العيد في المخيم، حيث توزع لحوم الأضاحي، وتهدي ملابس جديدة للأطفال.
وأضاف: “مهما فعلنا من أجلهم فإن الوطن هو كل شيء في النهاية. نأمل أن تهدأ الأوضاع في سوريا في أقرب وقت ممكن وأن يتمكنوا من قضاء العيد المقبل في وطنهم”.
يذكر أن تركيا تستضيف قرابة 3 ملايين لاجئ سوري ممن يقطنون في المدن والبلدات التركية ويعتمدون على أعمالهم الخاصة ومشاريعهم الصغيرة في تلبية متطلبات الحياة في تركيا ومنهم نحو 300 ألف لاجء ممن يعيشون في مخيمات اللجوء قرب الحدود مع سوريا.