لماذا اعتقلت السلطات السعودية رجال دين بارزين؟

اعتقلت السعودية مؤخراً عدداً من رجال الدين الإسلامي المعروفين، في حملة الهدف منها وأد المعارضة المحتملة للحكم المطلق في المملكة، في ظل تسريبات وتوقعات واسعة بأن الملك سلمان بن عبد العزيز ينوي تسليم الحكم لابنه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب ما نقلت رويترز اليوم الثلاثاء 12 ؤأيلول/سبتمبر 2017 عن مصادر سعودية فإن السلطات اعتقلت سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري في مطلع الأسبوع. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين للتعليق، ورفض من أمكن الوصول إليهم الحديث بشأن هذا الأمر.

ورجال الدين الثلاثة جميعهم لا ينتمون للمؤسسة الدينية التي تساندها الدولة، لكن لديهم متابعون كثيرون على الإنترنت. وسبق أن انتقدوا الحكومة لكنهم التزموا الصمت في الآونة الأخيرة، أو لم يساندوا السياسات السعودية علناً، بما في ذلك الخلاف مع قطر بشأن دعم جماعة الإخوان المسلمين بحسب موقع هافينغتون بوست.

وسُجن العودة في الفترة من 1994 إلى 1999 بسبب الدعوة للتغيير السياسي، وتزعَّم حركة الصحوة التي تستلهم نهج الإخوان المسلمين. ودعا لاحقاً إلى الديمقراطية والتسامح خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011.

وأعلن مسؤولون سعوديون عدم صحة التكهنات القائلة بأن الملك سلمان قد يتنازل عن الحكم قريباً لابنه الأمير محمد، الذي يهيمن بالفعل على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية.

وتأتي هذه الحملة ضد رجال دين بارزين لتؤكد أن أمراً ما يتوقع حدوثه في المملكة التي تعتبر هؤلاء الرجال أكبر تهديد للحكم إذ سبق وأن طالبت العديد من الجماعات الإسلامية بوجوب القيام بإصلاحات سياسية، كان من شأنها إضعاف الأسرة الحاكمة في السعودية.

وقال جان مارك ريكلي، رئيس المخاطر العالمية بمركز جنيف للسياسة الأمنية “من المرجح للغاية أن يكون محمد بن سلمان الملك التالي، لكن أي أصوات معارضة يمكن أن تطعن في هذه الخلافة قد تعتبر أيضاً مزعزعة للاستقرار من منظور النظام”.

وأضاف: “ضعوا ذلك في سياق الخلاف مع قطر، ومن الصعب للغاية الآن في الخليج أن يكون هناك رأي لا يعتبر متحيزاً أو مخالفاً، لأن الوضع بالغ الاستقطاب على جميع الجهات”.

يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، بتهم تتعلق بالإرهاب الأمر الذي رفضته الدوحة.

أضف تعليق