(ريف حلب – مرآة سوريا) أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاسم الحركة للميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن، و التي تقاتل في شمال و شرق سوريا، عن سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة.
و كانت الرقة تخضع منذ عام 2014 لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قام بطرد فصائل المعارضة السورية من المدينة إبان النزاع الذي نشب بعيد شهور قليلة على إعلان التواجد الرسمي للتنظيم في سوريا.
و تسجل آلاف التقارير الإعلامية انتهاكات تنظيم الدولة بحق المدنيين، و ممارساته التي أضعفت من قوة الجيش السوري الحر الذي كان يسيطر على أكثر من 80% من مساحة سوريا قبل أن ينقلب عليه التنظيم.
و في عام 2015 حقق تنظيم الدولة سيطرة واسعة جدًا حتى بات الجهة التي تحظى بأكبر سيطرة جغرافية بين القوى المتصارعة في سوريا.
و حول التنظيم الذي يتزعمه “أبو بكر البغدادي” و الذي يلقبه أتباعه بـ “خليفة المسلمين”، مدينة الرقة إلى العاصمة الرئيسية في سوريا، و باتت إلى جانب الموصل أكبر مدينة تجمع قياديي و مراكز إدارة التنظيم.
و بفعل انتشار عناصر التنظيم بين المدنيين في الرقة و مناطق أخرى، قتل آلاف المدنيين بالغارات الجوية التي تشنّها طائرات التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة لإنهاء وجود تنظيم الدولة.
و يبدو أنّ التحالف اتخذ قرارًا غير معلنًا بشن الغارات الجوية على أهداف مدنيّة أيضًا كخطوة للضغط على التنظيم و تشويه قاعدته الشعبية في أعين مناصريه أو المتعاطفين معه.
و لا توجد أرقام دقيقة لعدد القتلى في الرقة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
و أثناء سيطرة التنظيم على المدينة قتل عدد كبير جدًا من عناصر جيش الأسد، و كانت ضربة قوية جعلت الميليشيات الموالية للنظام تحسب الكثير من الحسابات قبل التوجه إلى جبهات المحافظة.
و يتهم معارضون سوريون تنظيم الدولة بأنّه كان السبب الرئيسي لبقاء نظام بشار الأسد حتى اليوم، و يقولون إنّ ارتداد التنظيم و توجهه لقتال الجيش الحر منح الأسد فرصة كبيرة لترميم نظامه، و جعل روسيا تجد فائدة من دعمها للأسد الذي كان متهالكًا و يعتمد على عناصر ميليشيات أجنبية (من لبنان و إيران) في قتاله.
و دعمت واشنطن ميليشيات كردية مسلحة و زودتها بالسلاح الثقيل و الخفيف لمواجهة تنظيم الدولة، و شكّلت هذه الميليشيات هيكلًا حمل اسم “قوات سوريا الديمقراطية” و زعمت أنه يجمع مقاتلين أكرادًا و عربًا و من عرقيات مختلفة، إلا أنّ ذلك تبيّن أنه زائف، في ظل الهيمنة المطلقة لميليشيا PYD الكردية.
و سجلت تقارير إعلامية كثيرة انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بحق المسلمين العرب في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” شمال و شرق سوريا.
و عمدت هذه الميليشيات إلى اتباع أسلوب التهويل و إجبار المواطنين العرب على الرحيل من أراضيهم و منازلهم عن طريق الاعتقالات التعسفية و جرف المنازل وحرق الأراضي الزراعية و مصادرة المواشي و السيارات و الأملاك الخاصة و فرض الضرائب.
و يقول مواطنون لجؤوا إلى تركيا، إنّهم وقعوا ضحيّة إجرام التنظيم لفترة ثم ضحية إجرام الميليشيات الكردية التي سلبتهم كل ما يملكون.
و يشبّه اللاجئ “محمود الحسين” الميليشيات الكردية بـ “الدواعش الصفر” نسبة إلى ممارساتهم الإجرامية و رايتهم الصفراء.
و كانت روجدا فلات، القائدة الميدانية في معركة الرقة التي تقودها قسد إنّ القتال انتهى في الرقة و لكنّ التحالف الدولي “يطهّر الملعب من الألغام أو أي متشددين ما زالوا مختبئين”.
و رفع مقاتلو الميليشيات الكردية أعلامهم فوق السيارات و احتفلوا في شوارع الرقة وسط تخوّف من وجود ألغام تركها التنظيم خلفه.
وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف ”نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها ذات يوم ومن ثم فان قوات سوريا الديمقراطية ستواصل تطهير هذه المناطق بحرص“.
وفي إشارة إلى أن معركة الرقة في مراحلها الأخيرة قال ديلون إن قوات التحالف لم توجه أي ضربات جوية هناك يوم الاثنين.