أكد الكاتب و الاعلامي د.باسل الحاج جاسم أن واشنطن عندما اتخذت الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني التركي حليفاً لها في الحرب على داعش،أطلقت عليه تسمية قوات سوريا الديمقراطية بعد أن أدخلت فيه بعض الوجوه العربية التي لا تملك من أمرها شيئاً،و ذلك لإعطائه طابعاً سورياً أمام الإعلام و الرأي العام العالمي.
و أضاف الجاسم وهو باحث في العلاقات التركية الروسية، في حديثه لأنباء آسيا الوسطى والقوقاز بأن رفض أهالي منبج تجنيد أبنائهم لدى هذه الميليشيات لإدراكهم أن أبناءهم سيقادون إلى حروب لا ناقة لهم فيها و لا جمل، إما لمحاربة النظام أو الجيش الحر ،خدمة لمشاريع لا علاقة لسوريا أو السوريين بها ،فداعش لم يعد لها أي تواجد في المنطقة.
وأوضح الحاج جاسم، أن العرب يشكلون أكثر من ٩٢ بالمئة من سكان منبج و يقطنها أيضاً التركمان و الأكراد و الجركس،و لهذه المدينة مكانة خاصة في تاريخ العرب فهي مدينة أبرز شعراء العرب و خلال فترات متعددة، من أبي فراس الحمداني إلى البحتري وصولاً إلى عمر أبو ريشة.
ولتثبت ارتباط هذه المجموعات بحزب العمال الكردستاني يروي الحاج جاسم ما جرى في الرقة السورية ذات الأغلبية العربية هي الأخرى عندما تم رفع صورة عبد الله أوجلان في وسطها ،الشيء الذي اعتبره المراقبون استفزازاً لمشاعر العرب بعدما ذاقوا الأمرين على يد داعش ،ليأتي هذا التصرف في إشارة إلى انتقال المدينة العربية الى احتلال آخر.
ويرى الحاج جاسم إن كان قرار التجنيد بدفع من واشنطن التي تدعم هذه الميليشيات فهذا يعني أنها رسالة لروسيا و إيران الداعمين للنظام السوري من جهة و أخرى لتركيا الداعمة للفصائل المعتدلة المشاركة في محادثات أستانا من جهة أخرى.
و خصوصاً بعد التصريحات الصادرة من حميميم الروسية بتهديد هذه المجموعات بالخيار العسكري،و كذلك التذكير التركي المستمر بوعود واشنطن على ضرورة انسحاب الامتداد السوري للعمال الكردستاني من منبج بعد انتهاء الحرب على داعش.
وتابع الحاج جاسم قائلاً: مع عدم استبعاد أن يكون ذلك تصرفاً فردياً،(بسبب اقتراب الحرب على داعش من الانتهاء وبدء استحقاقات جديدة)، على غرار ما قامت به تلك المجموعات العام الماضي من رفع العلم الاميركي على بوابة تل أبيض المقابلة للحدود التركية،ليصدر بيان من البنتاغون بعدها يرفض فيه ما أسماه اسلوب الاحتماء بالعلم الأميركي،ويؤكد أنهم طالبوا تلك المجموعات عدم فعل ذلك دون إذن.
وكانت مدينة منبج قد شهدت يوم الأحد الخامس من تشرين الثاني نوفمبر إضراباً عاماً، تنديداً بقانون التجنيد الإجباري الذي فرضته ميليشيات يطلق عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على أبناء المدينة وريفها قبل أيام حيث أغلقت الأسواق والشوارع وخلت من المارة بينما وجهت قسد تهديداً باستخدام السلاح واقتحام المحلات وإفراغها في حال استمروا في إغلاق محلاتهم.