(مرآة سوريا-الرياض) معارضون علقوا لساعات في مطار الملك خالد بعد أن منحوا التأشيرات “شفوياً” فأوقفهم عسكري الجوازات لساعات ريثما جاءه الاتصال، وآخرون دخلوا المملكة لكنهم لم يعرفوا المكان الذي سيتوجهون إليه، ومن وجدوا الاستقبال “زُرِعوا” في لوبيات بعض الفنادق لساعات، والقاسم المشترك بين جميع من سبق من “المعارضين” أنهم لا يعرفون ماهية ما سيجتمعون من أجله باستثناء خط واضح وعريض وهو أن “سمو الأمير” سوف يقدم مبادرة هامة جداً لإنهاء معاناة الشعب السوري.
ذلك الخط هو ما أوحى به كل دبلوماسيي واستخباراتيي المملكة العاملين في الشأن السوري للمعارضين الذين تمت دعوتهم إلى الرياض مع إشارات حازمة بضرورة تقديم تنازلات لـ”وقف نزيف الدماء”، والفوضى التي ترافق التحضير للمؤتمر قد تكون من أهم دلالات العصر السعودي الجديد الذي جاء مع اقتراب محمد بن سلمان من العرش، تلك الفوضى التي يبدو أنها ستقضي على كل مابقي للربيع العربي قبل أن تقضي على العرش نفسه.
ما نقله مراسل موقع مرآة سوريا من أجواء المؤتمرين في الرياض يوحي بصحة التسريبات حول طلب مباشر منهم قدمه لهم السعوديون بضرورة التعايش مع بشار الأسد والتوافق مع الطروحات الروسية في سوريا، ويقدم السعوديون طرحاً بالغاً في سماجته لتعليل رؤيتهم بأن الروس سوف يخرجون إيران من سوريا ويعيدون تأهيل الأسد ليصبح بلا “أظافر”.
غير بعيد من أجواء المؤتمر استقالة رياض حجاب رئيس هيئة المفاوضات، أسماء كثيرة أخرى ترددت أنباء استقالتها وبعضها يمشي على استحياء، والقاسم المشترك بين الجميع هو الفوضى وعدم وجود رؤية تترجم مطالب شعب قدم مايقارب المليون شهيد لإسقاط الأسد الذي يجتمع المؤتمرون لإعادة تأهيله.
الثابت الأكبر هو أن سعودية محمد بن سلمان قررت التوجه علناً لإظهار التطابق مع الروس كستار للاعتراف بانتصار بشار الأسد، وأن أمام السوريين أياماً صعبة للغاية، فأصدقاء سوريا ما عادوا يتنافسون على النفوذ، بل على عقد المؤتمرات مع الروسيين لإعادة شرعنة القاتل من جديد.
يمنع النقل دون ذكر المصدر