(مرآة سوريا – وكالات) ضمن التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة والتي جاءت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض بشكل غير متوقع, نشرت العديد من كبرى وسائل الإعلام الغربية مجموعة من التقارير المثيرة عن حقائق ذلك التدخل.
روسيا التي تتظاهر حتى الآن بسخافة تلك التصريحات, أنفقت بحسب مواقع الغوغل والفيسبوك واليوتيوب ملايين الدولارات من أجل نشر مواد إعلانية توجه الناخبين ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون, كما قامت روسيا بتسليم ويكيليكس وثائق مسربة حصلت عليها بعدما قامت المخابرات الروسية باختراق مواقع للحزب الديمقراطي الأمريكي.
لكن اخطر المنصات الإعلامية التي استخدمها الروس كان تويتر, فقد أنشأ الجيش الروسي الإلكتروني أكثر من 200 حساب وهمي باللغة الإنكليزية كانت تغريداتها بشكل عام تصب في مصلحة اليمين الأمريكي المتطرف, وتتحدث بقضايا اللاجئين والأمن والهجوم على المسلمين وتأييد ترامب في مساعيه لحظر دخولهم إلى أمريكا واتخاذ سياسات أشد حزماً ضد الدول الإسلامية.
بوتين سخر من كبرى الوكالات العالمية بحساب باسم فتاة على تويترغردت هذه الحسابات وفق مانقله الإعلامي المصري يسري فوده بأكثر من 130 ألف تغريدة وصلت إلى مايعادل 15 مليون مستخدم أي ما يقارب 12% من أجمالي الناخبين.
الحلقة الأكثر إثارة للجدل في حسابات تويتر المزيفة, كان حساباً باسم فتاة أمريكية تدعى Jenna Abrams, هذا الحساب والذي افتتح منذ العام 2014, غرد بحوالي 24 ألف تغريدة وتابعه مايقارب الـ70 ألف متابع.
غرد حساب أبرامز بنفس قومي أمريكي معادي للأجانب, وأثارت تغريداته تفاعلاً قوياً في الولايات المتحدة, حتى ردت عليه شخصيات مشهورة ونقلت عنه وكالات كبيرة مثل الـCNN و FOX NEWS و النيويورك تايمز.
أبرامز التي أوقعت كبرى وكالات الأنباء في شباكها, والتي اشتهرت في صفوف اليمين الأمريكي المتعصب, لم تكن بحسب صحيفة الغارديان البريطانية إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه, حيث قاد بوتين الحسابات الروسية المزيفة وأشرف بنفسه على حملة نشر الأفكار اليمينية المتعصبة في صفوف الناخبين الأمريكيين.
فضيحة عالمية: بوتين استخدم حساب هذه الفتاة على تويتر:
إذاً فأكثر -الأمريكان القوميين- كانوا من الاستخبارات الروسية, والفتاة الثلاثينية التي عشقها أنصار اليمين والمعادون للمهاجرين والمفتخرون بقوميتهم الأمريكية لم تكن إلا الرئيس الروسي نفسه!
الفتاة الوهمية التي استخدمها بوتين كواجهة على تويتروقد قامت إدارة تويتر بإغلاق الحساب المذكور بعد تأكدها من كونه مزيفاً, لكن التساؤل المطروح كم من شخصيات شهيرة على الفيسبوك وتويتر اليوم يراها القراء العرب والمسلمون كدعاة وعلماء ومشاهير, في حين أنهم قد لايكونون سوى عناصر استخباراتية لدول تبعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة
تقرير الصحفي المصري يسري فوده على محطة DW حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية:
يمنع النقل دون ذكر مصدر الخبر