نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2017، فيديو يحيي فيه ذكرى بطلة الحريات المدنية الأميركية السوداء روزا باركس، في رسالة تتعارض مع مواقفه حول قضايا حساسة متعلقة بالتمييز العرقي في الولايات المتحدة.
وأشاد ترامب في الفيديو بالراحلة باركس، التي كان رفضها إعطاء مقعدها في الحافلة لراكب أبيض في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1955، في مونتغومري في ألاباما لحظة مفصلية في حركة الحريات المدنية الأميركية.
وقال ترامب في الفيديو إن “روزا باركس حافظت على قوتها، وبقيت في مقعدها للدفاع عن الحقيقة المحفورة في إعلان استقلالنا بأننا جميعاً أياً كان لون بشرتنا خلقنا متساوين أمام الله”.
وتحوَّلت شجاعة باركس إلى مصدر إلهام لناشطين مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، وأطلقت حملة مقاطعة ناجحة للحافلات في مونتغومري حينذاك.
وأضاف ترامب مع موسيقى مؤثرة رافقت كلامه، أن “إرث روزا باركس ما زال مصدر إلهام لمواطنينا، للسعي وراء غد أفضل، ولبناء وطن يستطيع كل طفل أميركي فيه أياً كان لون بشرته أن يعيش بدون خوف، وأن يحلم بدون حدود، ويأخذ مكانه العادل في قصة أمتنا العظيمة”.
هذه التعليقات تبدو متناقضة مع مواقف ترامب في عدة قضايا مثيرة للجدل واجهت إدارته، ومنها تظاهرة أنصار تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد في شارلوتسفيل بفرجينيا.
وتعرض ترامب لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، بعد إصراره في البداية على أن المتظاهرين المناهضين للعنصرية يتحملون مسؤولية العنف خلال التظاهرة بشكل متساو مع العنصريين.
ودان ترامب أيضاً لاعبي فريق “إن إف إل” لكرة القدم، الذين كانوا يركعون مع بدء أداء النشيد الوطني الأميركي خلال المباريات، لجذب الانتباه إلى وحشية الشرطة ضد الأميركيين من أصل إفريقي.
وحصل ترامب على 8% فقط من أصوات السود خلال الانتخابات الرئاسية، بعد أن قال في تعليق إن الأفارقة الأميركيين لا يمكن أن يكونوا أسوأ مما كانوا عليه، ومع ذلك يمكن أن يعطوه فرصة.
وأثار فيديو تكريم ترامب لبارك التي توفيت عام 2005 غضب البعض على شبكات التواصل الاجتماعي.
https://twitter.com/realDonaldTrump/status/937065834635292673
وكتبت الشاعرة ليندوي ساتلي على تويتر محذرة ترامب من “التجرؤ على نطق أي كلمة تفوهت بها ملكتنا روزا باركس”، ودعته إلى أن “يترك تاريخنا وشأنه”.