(مرآة سوريا – ترجمة واستقصاء) : بالإضافة إلى الأعباء المالية والاجتماعية والأمنية الضخمة التي سببها وجود اللاجئين السوريين في تركيا كما يقول الإعلام التركي, فقد شكلوا خلال السنوات الست الفائتة مادةً دسمة لأحزاب المعارضة من أجل الهجوم على سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها حكومات العدالة والتمنية المتعاقبة وفق تعليمات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
شتم السوريين حيلة من لاحيلة له:
في كل انتخابات بلدية كانت أو برلمانية, رئاسية أو حتى انتخابات تعديل الدستور التركي, كان السوريون يوضعون من جديد على طاولة الابتزاز السياسي في محاولة من المعارضة التركية لاكتساب نقاط انتخابية عند الشعب التركي الساخط بشكل عام على الوجود السوري في بلاده.
ومن خلال متابعات موقع مرآة سوريا السابقة لما تنشره المعارضة التركية, فلم تبق تهمة لم تلقها تلك المعارضة بحق اللاجئين السوريين, فمن نائب معارض يجعل كل سوري مشروعاً لمجرم أو سارق أو مغتصب, إلى زميل له يتهم السوريين بجلب الأمراض الوبائية وفي مقدمتها الإيدز إلى تركيا.
حتى أن خطابات زعيم المعارضة التركية قلتشدار أوغلو لا تخلو في أي مناسبة من تحميل اللاجئين السوريين المسؤولية الكبرى عن أي مشاكل اقتصادية أو اجتماعية تعاني منها بلاده.
حزب جديد يبحث عن الإثارة:
أما جديد المعارضة التركية عن السوريين, فهو ما أفاد به نائب رئيس الحزب “الجيد” بحقهم, هذا الحزب الحديث الولادة والذي تم الإعلان عن تأسيسه مؤخراً , ليضم مجموعة من القوميين واليساريين الذين لا يجمعهم أي مشروع سياسي سوى العداء للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ففي مجموعة من التغريدات نشرها على حسابه عبر موقع التدوين المصغر تويتر, شن البروفيسور أوميت أوزداغ نائب رئيس الحزب حملة شرسة ضد اللاجئين السوريين المتواجدين في بلاده, مبتكراً مصطلح “Obez Suriyeliler” أو السوري السمين, ومثيراً من جديد حملة من الكراهية ضد أكثر من 3 ملايين سوري فروا من أتون حرب ظالمة ضدهم.
وبحسب إحصائيات نشرها أوزداغ لكن لم يتسنى التحقق من صحتها, غرد السياسي التركي الساخط : “في الوقت الذي يتواجد فيه أكثر من 50 ألف مواطن تركي جائع, فإن 32.6 من السوريين في تركيا عندهم وزن زائد بينما يعاني 27.7 منهم من السمنة”
الصورة من حساب المعارض التركي مبتكر مصطلح “السوري السمين”..تويتروفي تغريدة أخرى تحدث أوزداغ عن تزايد أعداد السوريين قائلاً “يبلغ عدد السوريين في اسطنبول وحدها 485227 لاجئاً يشكل مجموعهم مايزيد عن عدد سكان 83 مدينة في تركيا , كما يشكل مجموعهم إجمالاً 4.5 من عدد سكان البلاد”
الصورة من حساب المعارض التركي مبتكر مصطلح “السوري السمين”..تويتروقد لاقت تغريدات البروفيسور التركي المعارض ترحيباً واسعاً من أغلبية المعلقين على حسابه, والذين طالبت أكثريتهم بإعادة السوريين إلى بلادهم متهمين إياهم ببيع تلك البلاد.
حملات كراهية ونتائج خطيرة:
تكمن خطورة هذه الحملات في أن الجهات المعارضة القائمة عليها لا تكترث بما تحمله من أخطار ليس على اللاجئين السوريين فحسب وإنما على أمن تركيا نفسها, مايؤشر ارتزاق هذه الجهات واستعدادها لفعل أي شيء مقابل إضعاف خصمها السياسي, بالإضافة إلى تعبئة الشارع التركي بشكل عنصري يخالف عادات هذا الشعب العريق والقائمة على إكرام الضيف ومساعدة الضعفاء, الأمر الذي أدى إلى ظهور جرائم خطيرة غريبة عن الشعب التركي كجريمة اغتصاب المرأة السورية ثم قتلها مع طفليها, ولتصل كارثية الوضع إلى درجة أن يبتهج بعض المغردين الأتراك بهذا النوع من الجرائم ويرون فيه الطريقة الأفضل لقتل السوريين.
يمنع النقل دون ذكر مصدر الخبر