(مرآة سوريا – وكالات): كشفت منظمة إغاثية إسبانية عن عملية إنقاذ مؤثرة حصلت بمحض الصدفة لشاب سوري كان قد اتخذ “قراراً جنونياً” كاد يودي بحياته، حينما قرر قطع البحر المتوسط نحو إيطاليا وحده على متن زورق مطاطي صغير، يائساً محبطاً، فيما يبدو، من وضعه في ليبيا.
وعثر فريق تابع لمنظمة “برواكتيفا أوبن أرمس” الإسبانية على السوري سامي ناصر (30 عاماً) بعد 20 ساعة من إبحاره وقطعه قرابة 40 كيلو متراً من السواحل الليبية يوم الجمعة الماضي.
إقرأ أيضاً: جديد المعارضة التركية عن السوريين: السوري سمين والأتراك يموتون جوعاً!
الموت أو العبودية
ريكاردو غاتي، الذي كان يقود مهمة الإنقاذ، قال إن الأمر حصل صدفة حيث كانوا على وشك مغادرة المنطقة الواقعة خارج المياه الإقليمية الليبية، التي يتواجدون فيها بحثاً عن قوارب مهاجرين يحتاجون للمساعدة، متجهين نحو مالطا، عندما اكتشف أحد العاملين وجود نقطة صغيرة في الأفق عبر المنظار على مسافة تقارب 3 كيلومترات.
ولم يكن الشاب يحمل سوى قارورتي مياه وتمر والقليل من الشوكولاتة، وصفيحتي بنزين، وبطاريات احتياطية، إلى جانب بوصلة ومجذافين، على متن القارب الذي اشتراه قبل فترة قصيرة من أحد معارفه، وانطلق به من منطقة قرب طرابلس ظل يستكشفها مدة أسبوع حتى اطمأن أنها غير خاضعة لسيطرة الميليشيات.
ووصف غاتي الزورق المطاطي بأنه من النوع الذي يُستخدم عادة على الشاطىء ولا يتجاوز طوله الثلاثة أمتار ذو محرك.
وصاح الشاب عندما رأى طاقم الإنقاذ “أنا سوري.. أنا سوري”، قبل أن ينهار من التعب والإرهاق، لينقل إلى مركز معالجة طلبات اللجوء في جزيرة لامبدوزا الإيطالية وهناك أعطوه أكلاً ودعوه يستحم وينام.
غاتي أشار إلى أن الشاب سامي، كان سيموت بالتأكيد في البحر إن لم يجدوه، ورغم أنه كان يعرف أنه لن يصل لامبدوزا بهذا القارب، إلا أنه قرر المغامرة هرباً من خطر البقاء في ليبيا، بحسب ما نقل عنه موقع 20 مينوتن.
وحيد في عرض البحر
طاقم الإنقاذ كان مصدوماً أيضاً، سيما وأنها المرة الأولى التي ينقذون فيها شخصاً وحيداً في قارب.وفي تصريح لـ وكالة الأنباء الألمانية، قال المسؤول عن الإنقاذ إن سامي، عمل كممرض في مدينته دمشق، وبعد الثورة انتقل إلى ليبيا مدة 3 سنوات، وتوجب عليه العمل كـعبد هناك مما جعله يتخذ “قراراً جنونياً” بالرحيل وحيداً على قارب مطاطي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن الشاب قوله لقائد عملية الإنقاذ غاتي، أنه عمل كممرض في ثلاثة مستشفيات في ليبيا، بعد هروبه من الحرب السورية، آملاً في الوصول إلى صديقته الحميمة الفلسطينية التي تعيش في السويد.
ولم يكن يغادر المشفى في ليبيا إلا نادراً، حيث كان عناصر الميليشيات المسلحة يتصيدون السوريين لاعتقادهم بامتلاكهم مالاً أكثر من بقية اللاجئين، وأشار سامي لمنقذيه أن الجماعات الإسلامية جعلته يشعر بالخوف على حياته، سيما وأنهم “يقتلونك في الشارع إن طلبت كأساً من الماء” على حد قوله.
وعلى عكس سامي، الذي كان يعيش في مستشفى في ليبيا، يقبع مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الراغبين بالوصول لأوروبا، غالبيتهم من الأفارقة، في مخيمات أوضاعها لا إنسانية، يتعرض فيها المهاجرون للقتل والتعذيب والاغتصاب ويشبهونها بالجحيم.
يمنع النقل دون ذكر مصدر الخبر