(الأناضول – مرآة سوريا) شهدت القمة الخليجية الـ38، التي عقدت في الكويت، الثلاثاء، أرقاماً غير مسبوقة، من حيث مدتها وتمثيلها.
واستمرت جلستيها الافتتاحية والختامية نحو 20 دقيقة، لتكون أقصر قمة، واختتمت أعمالها بعد نحو 75 دقيقة من بدءها لتكون أسرع قمة.
أيضا شهدت قمة الكويت أدنى مستوى تمثيل في تاريخ القمم الخليجية، منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث شارك فيها زعيمان فقط هما أمير الكويت ( الذي تترأس بلاده القمة)، وأمير قطر، وغاب عنها 4 من قادة دول الخليج.
وعقدت القمة في ظل أزمة حادة تعصف بالمنطقة هي الأسوأ في تاريخ دول الخليج، جراء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، بدعوى “دعم الإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مراراً.
وصدر عن القمة بيان ختامي مطول وإعلان مقتضب تمت تلاوته في الجلسة الختامية، حمل عنوان “إعلان الكويت”، لم يكن مستغرباً أن يتجاهل كليهما ملف “الأزمة الخليجية”.
فيما كانت أبرز الإيجابيات للقمة هو عقدها في وقتها وموعدها، فيما تعد أول فعالية تبث الحياة في أركان مجلس التعاون المصاب بالشلل منذ الأزمة الأخليجية قبل 6 شهور.
أيضا كانت من الإيجابيات، الإعلان عن استضافة سلطنة عمان القمة الخليجية القادمة، لتكون أول قمة تستضيفها السلطنة منذ 10 أعوام، وكانت آخر قمة استضافتها مسقط عام 2008.
**أدنى مستوى تمثيل
انطلقت القمة، مساء الثلاثاء ، بحضور أميري الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وقطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبغياب قادة بقية الدول الخليج الأربع ( السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان).
ومثل سلطنة عمان في القمة، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، ويعد هذا هو التمثيل الطبيعي بالنسبة لعمان؛ حيث اعتاد السلطان قابوس بن سعيد، منذ عام 2011، الغياب عن حضور القمم الخليجية.
وفي المقابل، شاركت الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر ( السعودية والإمارات والبحرين) بمستوى تمثيل هو الأدنى في تاريخ مشاركات تلك الدول في القمم الخليجية.
وغاب عن القمة عاهل السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الإمارات خليفة بن زايد، والذي عادة كان ينوب عنه نائبه الشيخ محمد بن راشد رئيس الوزراء حاكم دبي الذي غاب هو أيضا.
وترأس وفد السعودية وزير الخارجية عادل الجبير، فيما ترأس وفد البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة، وترأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
وكانت تلك الدول تشارك عادة في القمم الخليجية على مستوى ملك البلاد أو ولي العهد ( السعودية والبحرين)، أو رئيس الدولة أو نائبه ( كما في الإمارات).
تخفيض الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر ( السعودية والإمارات والبحرين)، من مستوى تمثيلها، كان له أثره الواضح على البيان الختامي للقمة وإعلان الكويت، الذي غابت عنهما تماما الأزمة الخليجية.
ويرى مراقبون أن هذا المستوى المنخفض من التمثيل من الدول المقاطعة لقطر يبعث برسالة واضحة من تلك الدول بعدم رغبتها في حل الأزمة الخليجية، التي كان يعول مواطنو الخليج على تلك القمة للإسهام في حلها.
** أقصر وأسرع قمة
أيضا كان للتمثيل المنخفض أثر في اختصار القمة من يومين إلى يوم، بل واختصار وقتها والمتحدثين فيه، لتكون الأقصر والأسرع في تاريخ القمم والأقل في عدد المتحدثين.
واستمرت الجلسة الافتتاحية نحو 13 دقيقة ، فيما استغرقت الجلسة الختامية نحو 7 دقائق، لتكون القمة بجلستيها نحو 20 دقيقة ، وما بين الجلستين استراحة لنحو 55 دقيقة، لتكون القمة برمتها نحو 75 دقيقة، فيما تعد أسرع قمة.
وتحدث في الجلستين الاقتتاحية والختامية أمير الكويت وعبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، وهو أقل عدد من المتحدثين في تاريخ القمم الخليجية.