(متابعة – مرآة سوريا) سرعان ما انتقلت معركة القدس وتوصيفها من قبل أميركا بعاصمة إسرائيل إلى ويكيبيديا حيث تماشى الموقع الشهير مع إعلان ترامب. لكنَّ الأمور اشتعلت بعد فترةٍ وجيزةٍ على صفحات الموسوعة التي يُحرِّرُها الجمهور على الإنترنت.
اقرأ: ترامب يعلن الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمةً لإسرائيل
بداية -وفق تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية – أدرج مقال ويكيبيديا القدس عاصمةً لإسرائيل في مقاله الرئيسي ليشتبك المحررون والجمهور ويحدث صراع محتدم.
إذ التحوُّل في السياسة الأميركية شق طريقه أيضاً على الصفحة الرئيسية لويكيبيديا، كجزءٍ من قسم “في الأخبار” التابع للموقع. وقد أدَّى ذلك إلى زيادة انتشار مقالٍ تحت عنوان “Positions on Jerusalem” أو المواقف بشأن القدس.
يقول أحد المستخدمين الغاضبين من التغيُّرات التي أُدخِلت على المقال: “هذا الأمر غير مقبول. احذفوا توصيف القدس كعاصمة لإسرائيل. هذا الأمر لا يعتمد على أي حقائق. فإذا ما قرَّرت أي دولة فجأةً جعل القدس عاصمة لدولةٍ أخرى، لا يعني هذا أنَّه أمرٌ مقبول”.
وأضاف المستخدم حسب Haaretz: “الولايات المتحدة ليست مسؤولةً عن العالم. إنَّهم لا يستطيعون جعل مدينةٍ عاصمةً لدولةٍ لا تتبع لهم أو لإسرائيل. إنَّها أرضٌ محتلة. وهذا الأمر (توصيفها كعاصمة لإسرائيل) لا يعتمد على أي حقائق. لابد من حذف هذا الكلام، فالولايات المتحدة لا تملك الحق في جعل القدس عاصمةً لإسرائيل. هذا انحياز”.
اقرأ: هذه أول دولة أوروبية تؤيد “ترامب” وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل
وبخلاف معظم المقالات على ويكيبيديا، تخضع الصفحة المتعلقة بإسرائيل والفلسطينيين لحالة “تأمين” خاصة تمنع المستخدمين المجهولين من إجراء تعديلات في المقال. وفي الواقع، فقد وُضِعَ مقال القدس تحت وضعية تحكيمية خاصة، في انتظار حالة من التوافق بشأن مسألة القدس داخل مجتمع ويكيبيديا.
ومع ذلك، تم استدراج حتى المحررين الجادين الذين كانوا يُحاولون النأي عن السياسة إلى ذلك النقاش.
فقد أجرى محرر بارز يدعى ثاقب، تعديلاً في مقال “Positions on Jerusalem”، يقول فيه: “عقب بيان اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمةً لإسرائيل، عبَّر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي عن رغبته في نقل السفارة الفلبينية من تل أبيب إلى القدس”.
وكان ثاقب حسب Haaretz هو المحرر الذي اقترح في البداية وضع المقال في الصفحة الأولي بسبب طبيعته الجارية.
اقرأ: 5 خطوات حددها أردوغان لمواجهة قرار ترامب بشأن القدس
ومع ذلك، وعلى الرغم من بذل ويكبيديا قصارى جهدها لعرض الحقائق، فإنَّ مسألة ماهية الحقيقة تبدو مختلفةً من لغةٍ إلى أخرى.
فعلى الرغم من أنَّ النسخ الإنكليزية والعبرية من ويكبيديا تقول إنَّ القدس عاصمةٌ لإسرائيل، تقول الصفحة العربية إنَّ إسرائيل تزعم أنَّها عاصمتها، لكنَّ المدينة تقع ضمن فلسطين المحتلة.