عمِلَ بالسر وجمع ثمن أول قنبلة نووية لإسرائيل.. قصة السياسي الأميركي والخدمة التي قدمتها فرنسا مقابل مصالحها بالجزائر

 

قبل الحرب

كان فينبيرغ رجل أعمال مرموقاً في نيويورك، وقائداً أميركياً يهودياً يتمتع بصلات قوية مع الحزب الديمقراطي.

وقبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، جمع فينبيرغ الأموال من أجل مساعدة اليهود في الهجرة إلى فلسطين.

وبعد انتهاء الحرب، ذهب إلى أوروبا -كما فعل بن غوريون- لمشاهدة معسكرات الهولوكوست. كما ساعد أيضاً في تهريب الناجين من الهولوكوست إلى فلسطين، في الوقت الذي فرضت فيه بريطانيا حصاراً لمنع هجرة اليهود غير الشرعية.

خلال هذه الفترة، أقام علاقات وطيدة مع الكثير من الرجال الذين سيصبحون فيما بعد قادة دولة إسرائيل. وبعد عودته إلى الولايات المتحدة، ساعد في الضغط على الرئيس الأميركي هاري ترومان، للاعتراف بالدولة اليهودية بمجرد إعلان تأسيسها الذي تسميه إعلان الاستقلال.

وفي مقابل ذلك، ساعد فينبيرغ في جمع الأموال لحملة إعادة انتخاب ترومان.

لذا، كان من الطبيعي في أكتوبر/تشرين الأول عام 1958، أن يتوجه بن غوريون إلى فينبيرغ طلباً للمساعدة في جمع الأموال اللازمة لإتمام اتفاق ديمونة.

شراء أسلحة لليهود

تقول ناشونال إنتريست: لم تكن تلك المرة الأولى التي يلجأ فيها بن غوريون لأحد القادة الأميركيين من أصل يهودي، من أجل جمع الأموال لقضايا إسرائيلية.

ففي ظل احتمال نشوب حرب استقلال في فلسطين، توجَّه بن غوريون إلى نيويورك عام 1945 لجمع الأموال لشراء أسلحة لليهود في فلسطين، وكانت مهمة ناجحة.

فوفقاً لكاربين “في المستندات السرية للدولة، أُشير إلى 17 مليونيراً أميركياً باسم مشفّر، هو مؤسسة سونيبورن”.

وفي السنوات التالية، سيسهم أعضاؤها بملايين الدولارات لشراء الذخائر، والمعدات، والتجهيزات الطبية، والأدوية، ونقلها إلى اللاجئين اليهود في فلسطين.

كان فينبيرغ أحد هؤلاء السبعة عشر مليونيراً الذين تضمنتهم مؤسسة سونيبورن.

ولجأ فينبيرغ عام 1958 إلى كثير من أعضاء مؤسسة سونيبورن الآخرين، فضلاً عن العديد من القادة اليهود في أميركا الشمالية وأوروبا، من أجل جمع الأموال لمشروع ديمونة النووي، بعد مناشدة بن غوريون عام 1958.

وقد حقق في ذلك نجاحاً كبيراً، فوفقاً لكاربين “بدأت الحملة السرية لجمع الأموال نهاية عام 1958، واستمرت لمدة عامين. وقد أسهم خمسة وعشرون مليونيراً في جمع قرابة 40 مليون دولار”.

جمع الملايين

وفقاً لكاربين “إذا كان بن غوريون غير متأكد من قدرة فينبيرغ على جمع الملايين المطلوبة لإنشاء المشروع من يهود العالم، كان من المستبعد أن يبرم الاتفاق مع فرنسا.

فإسرائيل خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، لم تكن تستطيع تحمل تكاليف التكنولوجيا المتقدمة، وإنشاء مفاعل ديمونة، وبناء سلاح نووي اعتماداً على مواردها الخاصة”.

لم تكن هذه هي نهاية مشاركة فينبيرغ في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. فبعد أن استعاد الديمقراطيون البيت الأبيض في انتخابات عام 1960، أصبح فينبيرغ مستشاراً غير رسمي لكل من الرئيسين جون كينيدي، وليندون جونسون. وعلى سبيل المثال، قاد فينبيرغ عام 1961 الجهود لإقناع بن غوريون بالسماح للأميركيين بتفتيش مفاعل ديمونة.

 

 

هذا المقال على صفحات مرآة سوريا: عمِلَ بالسر وجمع ثمن أول قنبلة نووية لإسرائيل.. قصة السياسي الأميركي والخدمة التي قدمتها فرنسا مقابل مصالحها بالجزائر

أضف تعليق