اعتاد المواطنون السوريون القاطنون في مناطق سيطرة النظام والمعارضة على حد سواء على تعفيش “أي سرقة” البيوت وأثاثها, السيارات, المعامل وحتى سكك الحديد. أما أن يتم ” تعفيش” ساعة باب الفرج الأثرية في حلب أمام أنظار سلطات النظام, فهو الأمر الذي رأى فيه السوريون “نقلة نوعية” في عالم التعفيش.
(مرآة سوريا – حلب) تعد ساعة باب الفرج من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة في حلب عاصمة الشمال السوري, وتقع الساعة بالقرب من باب الفرج وهو أحد أبواب حلب القديمة, وإلى الشرق منها يقع مسجد “بحسيتا”، وإلى شرقه المدرسة القرموطية، وفي النهاية الشرقية يقع المسجد العمري، ثم جامع الدباغة العتيقة، كما تقع المكتبة الوطنية مقابل البرج مباشرة.
وقد فوجئ سكان مدينة حلب منذ أيام بتفكيك الساعة واختفائها من مكانها بشكل كامل وسط غموض يلف الحادث, وفيما عللت مواقع مؤيدة للنظام تفكيك الساعة بحجة الصيانة, فقد أكد العديد من المعلقين أن الساعة تمت سرقتها تمهيداً لبيعها بما تمثله من قيمة أثرية إذ يعود تاريخ صنعها إلى عصر الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني.
وبحسب ما أفاد به المهندس خالد لموقع مرآة سوريا, وهو اسم مستعار لأحد الموظفين العاملين في مديرية الآثار والمتاحف, فإن تكفيك الساعة يأتي في المقام الأول كونها من التراث التركي “العثماني” على حد قوله, وإن النظام يعمد إلى طمس أي معالم تاريخية ذات صلة بذلك التراث, منوهاً لحساسية الأتراك تجاه كل ما يتعلق بتاريخهم في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.
إقرأ أيضاً: (بالصور) شبان يدخلون مدارس البنات في مدينة حلب ويتحرشون بالطالبات
إلى ذلك نفى مؤيدون للنظام ” تعفيش” ساعة باب الفرج الأثرية نفياً تاماً, وقالوا بأن ما يسمى بـ “مبادرة أهالي” قامت بأخذ الموافقات اللازمة لإصلاح الساعة, حيث سيتكفل مهندس حلبي يدعى أحمد أنيس بإصلاح الساعة وإعادة تركيبها “على نفقته الخاصة”.
هذا ويعود بناء برج الساعة الحجري إلى عام 1898 م بتكلفة بلغت حينها ألفاً وخمسمئة ليرة ذهبيّة في ذكرى تولي السلطان عبد الحميد الثاني للعرش، أما الآلة الميكانيكية فهي إنكليزيّة الصنع من ماركة J W Benson الشهيرة, وقد أشرف على بناء برجها وتركيبها في ذلك العصر كل من المهندس النمساوي “شارتيه” و المهندس “بكر صدقي أفندي” وهما مهندسان كانا يعملان في بلدية حلب, ويعتقد أن لساعة باب الفرج الأثرية توأماً في إحدى الكنائس الأثرية في بريطانيا.
يمنع النقل دون ذكر مصدر الخبر