(مرآة سوريا – متابعات) حققت أغنية راب سورية جديدة أداها الفنانان إسماعيل تمر وقصب خولي، الذي يخوض تجربة الغناء لأول مرة، نجاحًا وإشادة واسعين بين السوريين، وما زالت تجتذب المزيد من المشاهدين.
ونجحت أغنية “سوري قديم”، التي تشرح حال السوريين المأساوية في البلاد والمهجر، في ظل الحرب المستمرة منذ 7 سنوات، في ملامسة قلوب الناس، بمضمونها الإنساني البحت، وتذكير الفنانين بالقيم الإنسانية بعيدًا عن مآسي الحرب والصراعات الطائفية.
اقرأ أيضاً: “حلب تهتز للمقاتل الروسي”… كلمات لأغنية راب يؤديها جندي روسي في شوارع حلب (فيديو)
وتأتي أغنية “سوري قديم” الحزينة وسط استمرار معاناة سوريا من حرب مستمرة اندلعت بعد أشهر من انتفاضة شعبية سلمية ضد نظام بشار الأسد، تحولت بعد أشهر إلى صراع مسلح، حيث كان رد النظام على مطالب المعارضة السياسية عسكريًا عنيفًا، فتسبب بمقتل وإصابة وتهجير الملايين من المدنيين الأبرياء في مناطق المعارضة، وأرغم كثيرًا من السوريين على الهرب إلى خارج البلاد، وأوصل سوريا إلى وضع إنساني سيىء للغاية، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى تحميل النظام السوري المسؤولية عن الدمار الواسع، ووصمه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتحض الأغنية على السمو فوق النزاعات الطائفية، وتعزيز تضامنهم، حيث طالب الفنانان بالالتزام بأخلاقهم الأصيلة والمحافظة على القيم السائدة منذ ما قبل الأزمة، والتمسك بالوطن رغم كل الجراح والذكريات.
وأبرز العمل الفني معاناة المواطنين السوريين في التواصل فيما بينهم؛ بسبب ضعف شبكة الإنترنت داخل سوريا، حيث اضطر الكثير منهم إلى الهجرة من البلاد بسبب الحرب الدائرة والابتعاد عن عائلاتهم وأقاربهم.
وتبدأ الأغنية بحوار مؤثر بين شقيقين أحدهما مغترب، وهو الفنان قصي خولي، والآخر ما زال يعيش في سوريا (الفنان إسماعيل تمر)، وفيه يحاول المغترب إقناع شقيقه بالبقاء في البلاد، بعد أن اشتكى الأخير من الأوضاع وصار يشرح الأسباب العديدة التي جعلته يفكر بالرحيل.
وأبرز الفنان إسماعيل تمر الأوضاع المأساوية التي يعاني منها السوريون في بلادهم، ومنها الموت الذي يتربص بهم كل يوم، وقدم وصفًا موجزًا بأسلوب “الراب” لحال الناس الذين سحقتهم الحرب وشتتتهم وأبعدتهم عن أحبابهم، موتًا أو اغترابًا.
ويقول مطلع الأغنية:
“متمني أمسك الوريد واقطع شريان الشوق، حتى بطل حن وأشتاق لناس فوق، عايش جوا الوطن بالاسم لكن أنا متغرب.. عم حاول أتأقلم .. عالموت كل يوم جرب.. بتضلك أحسن مني ما عبتشوف اللي عبشوفه.. عبحاول .. بتمد إيدك للصلح الكل بمد سيوفه.. ما عبقدر أسمع غير صيحات الأيتام.. ما عبقدر شم إلا ريحة الدم بالشام (..)”.
ورد عليه قصي خولي بلهجة أكثر تفاؤلًا: “حاسس فيك ياخي صبور… بكرى الشام رح تتعافى.. شايف ولادا عم بتموت حاملة الحزن عكتافا، ياخي دير بالك تنسى.. الشام مانا خرسا (..)”.
وأوضح أن الإنسان السوري فوق الطائفية كما كان دومًا، ويجب أن يحافظ على مبادئه في سبيل هويته: “سوري قديم ببقى مارح تغيرني شدة. من محمد ليسوع عنا القوة مستمدة، قرآن مع انجيل هيك سوريا علمتنا، مهما اختلفنا وافترقنا رح ترجع وحدتنا..”.
واستقطبت الأغنية التي انتشرت فقط منذ 3 أيام ما لا يقل عن 700 ألف متابع، وعبّر العديد من السوريين عن تأثرهم بها، لافتين إلى أنها تمكنت من إيصال الرسالة بأسلوب مبدع وأصيل.