(مرآة سوريا – متابعات) تستعد الدول الأوروبية لاستقبال عيد الكريسماس بالانتشار الأمني في الأماكن العامة والأسواق، خوفًا من التحذيرات التي أطلقها التنظيم الإرهابي “داعش” لعدد من دول الغرب.
وفى سياق متصل قامت هذه الدول بنشر قوات أمنية مكثفة حول الكنائس ليؤدى المواطنون الصلوات في العيد باطمئنان بعد هذه التحذيرات التي أطلقها التنظيم الإرهابي تحت شعار “هدايانا الآن جاهرة”.
روسيا
شهدت روسيا عملية تفجيرًا إرهابيًا الأربعاء الماضي، تبناه تنظيم داعش أمس الجمعة، في مدينة سان بطرسبورج، أدى لإصابة 13 مواطنًا بينهم حالات خطيرة، وكثفت القوات الروسية من تواجدها حيث ألقت القبض على المنفذ بعد 24 ساعة من إعلان داعش مسئوليته عن العملية.
وأصدر الرئيس فلاديمير بوتين، تعليمات مشددة بحسب سبوتنيك الروسية لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالتعامل فقط في إطار القانون أثناء القبض على العصابات، لكن حال كان هناك تهديد لحياة أو صحة عملائنا وضباطنا، يجب التعامل بحزم، ولا داعى للقبض عليهم، بل تصفيتهم في ذات المكان.
ألمانيا
شددت ألمانيا من إجراءاتها الأمنية في أسواق هدايا عيد الميلاد في أنحاء البلاد، منذ 16 ديسمبر الجاري، مع حلول ذكرى حادث الدهس في برلين العام الماضي الذي تسبب في مقتل 12 شخصًا وإصابة 48 آخرين، في هجوم مأساوي تبناه تنظيم داعش.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن السلطات الألمانية أقامت حواجز ومناطق آمنة للنساء لتوفير مناخ آمن لهم خلال احتفالات رأس السنة، بعد تعرضهن لحوادث تحرش من قبل مهاجرين، العام قبل الماضي.
وأوضحت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، مساء أمس، أنه لأول مرة، يقوم المنظمون في برلين بإعداد مناطق آمنة للنساء حيث يمكن للفتيات والنساء ممن يشعرن بالتهديد أو تعرضن لاعتداءات قبلا، أن يجدن المساعدة.
وتشهد المدن الألمانية، خاصة كولونيا، التي وقع فيها الاعتداءات السابقة، تكثيفا أمنيا بمقدار 10 مرات ما كان خلال السنوات الماضية، فضلاً عن كاميرات المراقبة والخدمات الخاصة للنساء والفتيات ممن يشعرن بالتهديد.
تونس
أعلنت وزارة الداخلية التونسية الجمعة عن تجنيد أكثر من 50 ألف عنصر أمني؛ لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية وتحسبًا لأي مخاطر أمنية.
وقالت الوزارة إنها ستدفع بوحدات من عدة أجهزة أمنية بالإضافة إلى وحدات من الحماية المدنية؛ لتأمين المناسبة التي تتزامن نهاية العطلة الشتوية المدرسية والجامعية، وانتشرت بالفعل عدة وحدات أمنية في الشوارع الكبرى. ودفع الجيش بوحدات أيضًا في مناطق يشتبه بتواجد جماعات تفكيرية فيها، لا سيما بجهة بن قردان جنوب تونس وجهة القصرين وسط غرب البلاد، حيث تتحصن عناصر مسلحة في الجبال المحيطة بالمدين.
باريس
ألقت الشرطة الفرنسية القبض على رجل وامرأة، الجمعة، وتم توجيه تهمة الانتماء لمجموعة إجرامية تخطط لعمل إرهابي للرجل 21عاما والمرأة 19عامًا.
ودفعت الداخلية الفرنسية نحو 140 ألف فرد من قوات الأمن يتولون تأمين احتفالات ليلة رأس السنة يوم 31 ديسمبر في أرجاء البلاد.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، في بيان له اليوم عقب اجتماعه بالقيادات الأمنية أن تلك القوات ستكون عبارة عن 56 ألف شرطي و36 ألف دركي و7 آلاف عسكري تابعين لعملية “الحارس” و39 ألفا و800 رجل إطفاء، لافتًا إلى أن احتفالات هذا العام تأتي فيما التهديد الإرهابي لا يزال مرتفعا.
وأشار إلى أنه سيتم تطبيق خطة “فيجيبيريت” الأمنية على كامل الأراضي الفرنسية مع الاهتمام بتأمين المراكز التجارية وأماكن التجمعات ووسائل النقل العام، مضيفًا أنه سيتم التركيز أيضًا على مراقبة الطرق لردع سائقي السيارات المخمورين ودرء أي أعمال عنف محتملة في الشوارع ومن جانبه.
بريطانيا
حثت الشرطة البريطانية، المواطنين الذين يحضرون الطقوس والاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد المجيد، وقداس منتصف الليل، على ضرورة مضاعفة حالة التأهب القصوى على خلفية الهجمات الإرهابية الخمس التى وقعت على مدار العام الحالي.
وذكرت صحيفة “صنداى إكسبريس” على موقعها الإلكتروني، أن الكنائس والكاتدرائيات في جميع أنحاء بريطانيا وضعت نقاط تفتيش لفحص الحقائب وحواجز ارتطام في محاولة لمنع الهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أن بريطانيا تتخذ إجراءات وقائية ولم تتلق أي تهديدات محددة ضد احتفالات الكريسماس، لكن تنظيم “داعش” الإرهابي يعرف بمحاولاته لاستهداف مثل هذه الأعياد.
وكانت بريطانيا شهدت العديد من الهجمات الإرهابية خلال العام الحالي، ففي 15 سبتمبر الماضي، أصيب عدة أشخاص في محطة مترو أنفاق في العاصمة البريطانية لندن بعد وقوع انفجار صغير في قطار ركاب مزدحم بينما وقع حادث دهس للمصلين خارج مسجد شمالي لندن في 18 يونيو الماضي، ولقي 7 أشخاص مصرعهم، وأصيب 48 آخرون على خلفية استهداف جسر لندن بريدج في 3 يونيو الماضي.
تركيا
احتجزت السلطات التركية 200 شخص يشتبه فى انتمائهم إلى تنظيم داعش على مدى الـ48 ساعة الماضية بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات فى احتفالات عشية رأس السنة، وتكثيف تواجدها في جميع المناطق لتأمين الاحتفالات.
أمريكا
تعهدت إدارات الشرطة في الولايات المتحدة بتشديد الإجراءات الأمنية قبيل احتفالات العام الجديد. وذكرت إدارة شرطة مدينة نيويورك انها ستعزز الأمن فى مكان الاحتفالات ليلة الأحد.
وقالت الإدارة على موقعها على شبكة الإنترنت “شرطة نيويورك وشركاؤها المكلفون بإنفاذ القانون سيزيدون عدد مراكز المراقبة في جميع أنحاء تايمز سكوير من اجل المراقبة الاستباقية”.
يذكر أن الإجراءات الأمنية المشددة تأتي في أعقاب مذبحة الأول من أكتوبر في لاس فيجاس بولاية نيفادا حيث قتل مسلح يطلق النار من مسافة بعيدة من نافذة فندق في الطابق الـ 32 أكثر من 50 شخصًا في مهرجان موسيقى. وقال جيمس اونيل مفوض شرطة نيويورك إنه “لا توجد حاليا تهديدات مباشرة وذات مصداقية لمدينة نيويورك أو لميدان تايمز سكوير”.
وفى لاس فيجاس، تقوم الشرطة بنشر فرق رصد وقناصة على الأسطح خلال احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة على شريط لاس الشهير، حسبما أعلن قائد الشرطة جو لومباردو هذا الأسبوع.
وسيتواجد أكثر من 300 من أعضاء الحرس الوطنى و1500 من عناصر الشرطة فى لاس فيجاس. وفي لوس انجليس، سيكون إطلاق الألعاب النارية وإطلاق النار للاحتفال غير قانوني في جميع أنحاء المدينة، حسبما ذكرت إدارة شرطة لوس انجليس يوم الجمعة، وشجعت المواطنين بدلا من ذلك على حضور الألعاب النارية العامة.
وكان تنظيم داعش هدد بشن هجمات إرهابية كبرى في العالم خلال احتفالات أعياد الميلاد، ونشر فيديو هدد فيه سبعة دول أوروبية وأمريكية تحت عنوان “هدايانا الآن جاهزة”، بثته ما تعرف بـ”مؤسسة خطاب الإعلامية”، هي: “برلين، موسكو، لندن، نيويورك، سيدني، باريس، بروكسل”، داعيًا “ذئابه المنفردة للتحرك وإغراق أوروبا وأمريكا في الدماء”.