صحيفة سودانية تكشف سر “نبع ماء” تتزاحم عليه النساء

(مرآة سوريا – متابعات) لا يعرف الريفيون في السودان حدًا لانتشار الخرافات والحكايات الأسطورية، فالجميع ربما يخصص بعض يومه في سرد كل ما هو غريب وطريف، على الصغار أو حتى الأغراب، وربما يكون نبع “مياه مدينة بحري”، الواقعة في الناحية الشمالية لمدينة الخرطوم العاصمة أبرز ما يعتقد فيه العوام السودانيون ويقصدونه للتبرك.

يقع نبع المياه الأسطوري في قرية تسمى “قرية الغار” تتبع مدينة بحري، تقصده السيدات السودانيات الراغبات في الشفاء والتبرك، اعتقادًا منهن بأن المياه الخارجة من جوف الجبل تشفي الأمراض وتزيح العلل؛ لكن للحكاية أصلًا آخر، وفقًا لصحيفة “المجهر السياسي” السودانية.

بدأت الرواية الخرافية تنتشر بعدما أبلغ أحد شيوخ الصوفية القريبين من النبع ويدعى (عاطف إبراهيم سعيد الأقرع)، بأنه رأى في منامه مكان البئر وأنه مبروك ودعا الناس للذهاب إليه للتشافي والتبرك، ومن يومها مازال السودانيون يتوافدون على المكان لا سيما القرويون منهم، أو من يوهمهم الدجالون بأنهم مصابون بالمس الجني.

وعين الشيخ الأقرع سيدة على النبع تنظم دخول الناس إليه وتملأ لهم أوانيهم بالمياه، بعدما تحول المكان لمزار ديني للغالبية وسياحي للبعض يأتي حبًا في الاستطلاع.

ونقلت الصحيفة السودانية في تقريرها عددًا من الروايات من رواد المكان الذين أكدوا نجاح المياه في شفائهم من أمراضهم فحسب تأكيد السيدة “حنان حسن السنوسي” وهي إحدى حفيدات الشيخ “السناري” ومن القائمات على حماية النبع، فإن الماء شفى الكثيرين، ولفتت إلى أن أيام (الخميس– الجمعة- السبت) يشهد المكان ازدحامًا بالمواطنين؛ لدرجة أن البعض يعود خاوي اليدين من الماء لشدة التدافع.

وكشف أحد سكان المنطقة ويدعى “الطيب محمد الشفيع” للصحيفة عن بعض الشكوك التي صاحبت حفر البئر، لافتًا إلى أن البعض وصفها بأنها مياه جمام سيما وأن المنطقة في السابق كانت تُستخدم لهذا الغرض، غير أنه أوضح انتهاء هذه الشكوك عقب حفر عدد من الأماكن المجاورة للنبع للتأكد ولم تخرج أي نقطة ماء، وقال: (طعم المياه يختلف كثيرًا عن مياه الجمام الذي ينتهي بانتهاء فصل الخريف ونحن الآن في شهر نوفمبر).

وتشير” المجهر” إلى أن مياه النبع قليلة للغاية في ظاهرها إلا أنها تكفي لملء أعداد مهولة من المواعين ولا تنضب، وقد أكد المواطنون أن عمرها شهر ونصف الشهر وهي على هذه الحالة ولم تنضب يومًا، وقد أكدت إحدى المعلمات من نساء المنطقة أن الأمر الوحيد الذي يجعل الشخص يتوقف عند أمر هذه المياه هو أنها على قِلَّتها لم تنضب وكلما أُخذ منها زادت.

ونقلت الصحيفة كلامًا عن مكتشف المكان والذي يعمل معالجًا روحانيًا يقرأ القرآن الكريم على مرضاه، أنه رأى وهو يقرأ بعض الآيات على مياه رقية شخصًا يقف في هذا المكان وينظر إليه وعلى الفور بدأ بمساعدة آخرين بحفر المكان لتخرج بعد فترة مياه صالحة للشرب.

هذا المقال على صفحات مرآة سوريا: صحيفة سودانية تكشف سر “نبع ماء” تتزاحم عليه النساء