مرآة سوريا – يراقب العرب والعالم بعين الحذر ما يحدث في إيران، فالجمهورية “الإسلامية” التي بدت مؤخراً وكأنها لا تقهر، بفعل تواطؤ الغرب المجاهر بالعداء وغباء الخصوم على حد سواء، تعيش اليوم موجة من الاحتجاجات تختلف كل الاختلاف عن أي شكل سابق من أشكال المعارضة، فما هي الشرارة التي أدت إلى اندلاع هذه المظاهرات؟
إقرأ أيضاً : الشلاش: مستعد للذهاب مع 1000 مقاتل لتأديب المتظاهرين في إيران
شكلت مدينة مشهد “مهد” مظاهرات إيران باحتجاجات تفجرت بسبب تعرض سكان المدينة لأكبر عملية “نصب واحتيال” في تاريخ البلاد بحسب ما وصفتها الصحافة الإيرانية، حيث خسرت 160 الف عائلة مشهدية أموالها في مشروع “شانديز” السكني، هذا المشروع الذي كان يشرف عليه مسؤولون ومقربون من النظام سرقوا أموال الناس بعد وعود بتسليمهم وحدات سكنية تبين أنها كانت فقط على “الورق”.
سكوت السلطات عن “المحتالين” بالإضافة إلى إعلان كبرى بنوك البلاد “وهي بنوك من مدينة مشهد” إفلاسها دون أي تدخل حكومي أيضاً، زاد من حنق السكان الذين خسروا مدخراتهم وفرصة حصولهم على حياة كريمة.
وقبل ذلك عاشت المدينة في ظل تدهور اقتصادي مستمر، بعد ايقاف الرحلات الخليجية السياحية لـ “شيعة الخليج” بعد حادثة إحراق السفارة السعودية، ما أدى إلى إغلاق مئات المحلات التجارية وتسريح آلاف الموظفين.
إقرأ أيضاً: (فيديوهات) بعد فشل التعتيم والتهديد.. النظام الإيراني يحشد لمسيرات مؤيدة
كل تلك العوامل جعلت من مدينة مشهد ذات الثلاثة ملايين نسمة مهداً للاحتجاجات الشعبية التي توسعت لتشمل أكثر من 30 مدينة وناحية، تعيش جميعها ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة، تحت حكم نظام ينفق المليارات على مغامراته الخارجية فيما يعاني شعبه من الفقر والبطالة والمخدرات.
هذا المقال: كيف ساهمت أكبر عملية نصب عرفها تاريخ إيران الحديث في انطلاق الاحتجاجات