(يني شفق – مرآة سوريا) قال الكاتب التركي رئيس تحرير يني شفق إبراهيم قراغول في مقاله اليوم الأربعاء، أنّ ما وصفه بالتدخل الخارجيّ يعتبر تهديدًا استثنائيًّا وخطيرًا يجب التصدّي له، وأن مساعي التغيير المفروضة والمدارة من الخارج تدمّر الدول، ولا تحمل أي نية سلمية، بحسب تعبيره.
كما قال إنّ “كل حالة تدخلتت فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا في منطقتنا؛ سادت فيها الفوضى والدمار وانتهت بتغيير الخارطة، أو صارت هدفًا للإرهاب الخارجيّ. ذلك أنّ كان دائمًا وأبدا لكل “تدخل ودعم خارجي” أجندة خاصة؛ إذ استغلت نقاط ضعف تلك الدولة لصالح هذه الأجندة”. حسب قوله.
واستدرك قراغول مشيرًا إلى أنّ الاحتجاجات الإيرانية انطلقت بداية من مدن ذات طابع فارسي لا عربي ولا كردي، ما يؤكد أن القضية هي قضية بين الشعب والنظام حيث قال “ما يجذب انتباهنا فيما تشهده إيران هو أن الاحتجاجات الغاضبة انطلقت من المدن المحافظة، خصوصا تلك التي تهيمن عليها الهوية الفارسية، وسرعان ما انضمت بعض القطاعات من المجموعات العرقية العربية والآذرية والكردية إلى الاحتجاجات لاحقا. ولهذا فإن هذه الأحداث ليست قضية عرقية، بل أزمة بين الشعب والنظام”.
وسط ارتفاع حصيلة القتلى.. ميليشيات “فاطميون” الأفغانية تشارك بقمع المحتجين في إيران
ورأى قراغول أنّ خروج الشعب الإيراني جاء عقب نفاد صبره من السياسة الاقتصادية الإيرانية المتهورة “فالشعب الإيراني ضاق ذرعا بسبب الأزمات الاقتصادية والنفقات التسليحية التي تسببت بها التدخلات العسكرية الخارجية الإيرانية في دول كسوريا والعراق واليمن، وهو ما عكسته الشعارات التي رددها المتظاهرون قائلين “ما لنا ومال سوريا ولبنان؟!”.
وتابع قراغول قائلًا: “خريطة التوسع الإيرانية: من دَق دُق، يبدو أن طهران تعرضت للاصطياد في عقر دارها في الوقت الذي سعت فيه للتوسع حتى البحر المتوسط وحصار السعودية جنوبا من ناحية اليمن وبناء جدار عازل مضاد لإسرائيل في لبنان والنيل من العالم العربي السني بأسره في سوريا والتسبب في دمار شامل في حلب، في وقت استهزأت فيه بالتحذيرات التي تلقتها وكان مفادها “هذا التوسع سيعزل إيران إقليميا”.
أتذكر أننا قلنا حينها “سيأتي اليوم الذي لن يمسح أحد في هذه المنطقة دموع إيران”، وكذلك عبارة “لو تدخلت في شؤون الآخرين، سيتدخل الآخرون في شؤونك وينالوا منك بهذه الطريقة”.
هل تركيا هي الهدف الثاني؟
وتساءل قراغول فيما لو كانت تركيا هي الهدف التالي “إذا كانوا يستهدفون إيران اليوم، علينا أن نحفظ جيدا أن تركيا ستكون هدفهم التالي. لقد تسبب التقارب التركي – الروسي – الإيراني مؤخرا في حدوث خلاف ومواجهة خطرة بين العناصر الخارجية وشركائهم في منطقة الشرق الأوسط. فنحن أمام نضال يهدف لفصل تيار مقاومة قوي يمتد من تركيا نحو الشرق إلى إيران وباكستان وحتى إلى إندونيسيا عن محور غربي ديناميكي. فلو نجحت بروفات التمرد المستمرة اليوم في إيران، سيكون المحور الأمريكي – السعودي – الإماراتي قد نجح. ولا يخفى على أحد أن هذا المحور يحمل أجندة معادية لتركيا”.
ماذا سيحدث لتركيا إذا سقطت إيران؟
(شاهد الفيديو) متظاهرون مصابون برصاص الأمن الإيراني.. ومغرد: “ليس لضعاف القلوب”
و تساءل قراغول عمّا سيحدث لتركيا فيما لو سقطت إيران!، و قال:”من المؤكد أن إيران دولة أضعف من الناحية العرقية من تركيا وسائر دول المنطقة. لكن التعليق على الأحداث الأخيرة من خلال الهوية العرقية أو المذهبية ربما يقودنا جميعا إلى نتائج خاطئة للغاية. وأما ما علينا فعله هو التعليق على الأحداث من خلال وتيرة تصفية الحسابات التي تشهدها المنطقة والخريطة الجديدة التي يرسمها الغرب للمنطقة والصراع الجيوسياسي الذي تعيشه دول الإقليم بأسره. فالحرب السورية أشعل فتيلها لتشكيل “جبهة تركيا”. وأما مخطط إسقاط إيران فسيؤدي إلى إسقاط تركيا. فلا ينبغي لأحد نسيان ما حدث في 15 يوليو/تموز التي كانت تدخلا خارجيا لتمزيق تركيا. ولهذا فعلينا ألا نهزم مرة أخرى أمام العواطف التي استغلت لصالح الحرب السورية”.
الآراء في هذا المقال تمثل كاتبها و لا تعبر عن رأي موقع مرآة سوريا.