مرآة سوريا: بثت هيئة تحرير الشام أمس الثلاثاء كلمة صوتية لقائدها “أبو محمد الجولاني” علق فيها على الأحداث الأخيرة وتقدم النظام في أرياف حلب وإدلب وحماه.
كلمة الجولاني التي حملت عنوان ” لا يضركم كيدهم شيئاً ” ركزت على انتقاد مسار أستانة وتحميل الفصائل المشاركة فيها مسؤولية التراجع الحاصل, حيث أكد قائد هيئة تحرير الشام أن ذلك المسار منح شرعية لـ “المحتل” الروسي كأنه جزء من الحل وضامن له، موضحاً أن جميع الفصائل العسكرية التي وقعت على اتفاقات أستانة ارتضت تقسيم الشمال السوري إلى مناطق نفوذ روسية وأخرى تركية.
كما بين الجولاني معارضته للتدخل التركي, لكنه استدرك بأن هيئته لم تتحرك فعلياً ضد هذا التدخل لتفويت الفرصة على النظام الذي أراد إشغال الفصائل بقتال الأتراك.
وبحسب الكلمة التي نشرتها الهيئة واطلع عليها موقع مرآة سوريا, فإن النقطة الأهم التي لم تتعرض لها وسائل الإعلام هو التناقض الواضح في موقف الجولاني تجاه الفصائل, فالرجل اتهمها صراحة بأنها “قبلت التخلي عن مناطق المعارضة شرق سكة حديد أبو الضهور بريف إدلب، بل ذهب إلى إن تلك الفصائل حاولت أيضا الضغط على هيئة تحرير الشام من أجل دفعها للانسحاب من تلك المنطقة” وهذا اتهام صريح للفصائل بالخيانة والكذب حيث تنكر جميع تلك الفصائل تعهدها بإفراغ تلك المناطق.
وفي الوقت الذي ساق فيه الجولاني هذه الاتهامات, فإنه عرض على تلك الفصائل “الخائنة” فتح صفحة جديدة داعياً إياها لـ”المصالحة الشاملة ورص الصفوف”
قد تبدو كلمة الجولاني وكأنها موجهة بشكل رئيسي لاستعراض موقف الفصائل وانتقاد مسار أستانة, لكن ماحملته تلك الكلمة من رسائل “دينية جهادية” وتحريض حماسي لمقاتلي الهيئة, يجعل من المرجح نشرها في سياق رص الصف الداخلي للهيئة والذي يعاني من شروخ عميقة بعد عودة تنظيم القاعدة إلى سوريا والانباء التي تحدثت عن انشقاق قواطع كاملة من الهيئة وعودتها للتنظيم.