(متابعة – مرآة سوريا) أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في خطاب له، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني، استراتيجية بلاده في سوريا، موضحاً الخطوات التي ستتخذها أميركا من أجل الحفاظ على وحدة سوريا، ومكافحة الإرهاب، وصد النفوذ الإيراني.
ولفت تيلرسون إلى أن سياسة الإدارة الأميركية الحالية واضحة وهي العمل على مواجهة أي تنظيم إرهابي في الخارج، وحماية مصالح الأميركيين داخلياً وخارجياً، ولهذا عملت على محاربة داعش، الذي تقلّص خطره بشكل كبير وهزم لكنه لم يزل نهائياً.
وشدد وزير الخارجية على أنه من مصلحة واشنطن الحيوية الاحتفاظ بوجود عسكري ودبلوماسي في سوريا لإنهاء الصراع، موضحاً أن الاستراتيجية الأميركية تقضي الحفاظ على وجود عسكري في سوريا لضمان عدم عودة داعش، ومواجهة القاعدة، مذكراً بما حصل في العراق عند انسحاب القوات الأميركية.
وأشار إلى أن إيران الداعمة لنظام الأسد تسعى لمهاجمة المصالح الأميركية. واعتبر أن ابتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران “فرصة ذهبية” لتقوية وضعها في سوريا.
كما رأى أن إنهاء نفوذ إيران “الشرير” في سوريا يعتمد على قيام نظام ديمقراطي، ورحيل الأسد.
وقال في استعراض للمعاناة التي مر بها الشعب السوري: “على مر أكثر من 50 عاماً عانى السوريون من حكم الديكتاتور الأسد”، وأضاف أن سوريا أضحت برعاية إيران دولة مارقة.
لن نقبل ببقاء الأسد
كما أكد تيلرسون أن استراتيجية بشار الأسد اعتمدت على البقاء على قيد الحياة دون أن يعير انتباهاً للإرهابيين. ووصف وزير الخارجية الأميركي الأسد بالفاسد، معتبراً أن سمعته المشؤومة انتشرت أصداؤها في العالم لهذا انتفض السوريون.
وأكد أن رئيس النظام السوري اخترق الخطوط الحمراء باستخدام الكيماوي، وأن النظام انتهج سياسة التطهير العرقي، و”لا يمكن القبول ببقاء الأسد الذي يقتل شعبه”.
وقال الوزير إن كافة القرارات الدولية تطالب بانتخابات تؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، لافتاً إلى أن هدف الولايات المتحدة دفع الشعب السوري إلى حل سياسي يحافظ على وحدة البلاد.
إلى ذلك، أشار تيلرسون إلى أنه أمام سوريا سنوات طويلة لإعادة بنائها، موضحاً أن بلاده لايمكنها أن تقدم أي مساعدات لإعادة الإعمار في المناطق الخاضعة للأسد.
وكان مسؤولون أميركيون أفادوا في وقت سابق بأن عدد القوات الأميركية في سوريا يصل إلى 2000 فرد، معظمهم من أفراد القوات الخاصة، وذلك على خلاف ما أعلنت واشنطن سابقاً عن وجود نحو 500 عسكري أميركي في سوريا.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية سابقاً أن بضع مئات من العسكريين الأميركيين يقومون بتدريب قوات محلية في سوريا دون أن يشاركوا في القتال ضد الإرهابيين.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد كشفت قبل نحو شهرين أن الولايات المتحدة تخطط للحفاظ على وجودها العسكري في شمال سوريا حتى بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.