يبدو أن خطوة إعادة تطبيق التجنيد الإلزامي في السويد والتي اتخذت في العام 2017 كانت في سياق تجهيز الشعب السويدي لمعركة متوقعة ضد الروس.
مرآة سوريا: فبحسب ما نقلت صحيفة التليغراف البريطانية، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2018، سوف يتم توزيع كتيب على ما يقارب 5 ملايين أسرة، ليطلع الجمهور على كيفية المشاركة في “الدفاع الشامل” خلال فترة الحرب، وتأمين الماء والغذاء والتدفئة.
كما سيقدم كذلك الكتيّب الذي يحمل عنوان “إذا أتت أزمة أو حرب” إرشادات عن التعامل مع تهديدات الهجمات الإلكترونية، والإرهاب، وتغير المناخ، بحسب ما أوردت صحيفة فاينانشيال تايمز.
وقالت كريستينا أندرسن، بوكالة الطوارئ المدنية السويدية، إن “كل المجتمع بحاجة لأن يكون على استعداد للنزاع، وليس فقط الجيش، ونحن لم نكن نستخدم كلمات مثل “دفاع شامل أو حالة تأهب قصوى منذ 25 إلى 30 عاماً أو أكثر، لذا فالمعرفة بهذا الشأن بين المواطنين تعد شديدة الانخفاض”.
ماذا يحدث بين السويد وروسيا؟
يعتقد مراقبون أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها العسكري لانفصاليي أوكرانيا، بالإضافة إلى النشاط المتزايد بالقرب من دول البلطيق والدول الاسكندنافية قد أسفر عن قلق عميق في السويد.
وقد بدأ البلد ذو التوجه المحايد من الأزمة في عكس مساره المُتبع بتخفيض نفقات الدفاع الحربي، وأثارت عمليات التوغل التي قامت بها الطائرات والغواصات الروسية نقاشاً عاماً مكثفاً بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” من عدمه.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، عقدت البلاد أكبر تدريب عسكري لها خلال 23 عاماً، بألعاب حربية شارك فيها 19.000 موظفاً سويدياً، وحلفاء من فنلندا، والدنمارك، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وفرنسا، والنرويج، وأميركا.
وقد صوتت البلاد خلال العام الماضي على إعادة تطبيق التجنيد الإلزامي.
وكان السفير الروسي لدى السويد، فيكتور تاتارينتسيف، قد أعلن السبت 13 يناير/كانون الثاني 2018، أنه في حال انضمام السويد إلى حلف الناتو، فإن بلاده ستضطر لتغيير خططها العسكرية بشكل راديكالي لحماية نفسها من أي هجوم من قبل التحالف.
وقال السفير الروسي في حديث لصحيفة “داغينس اندوستري” رداً على سؤال حول رد فعل بلاده في حال رغبت السويد بالانضمام إلى الحلف: “واضح أن روسيا لن تقفز فرحاً وسعادة من مثل هذا القرار، لكن من جهة أخرى، سيكون هذا قراراً سيادياً للشعب السويدي”.
وأضاف: “سيتغير الوضع راديكالياً بالنسبة لتخطيطنا العسكري. إذا طرأ مثل هذا الوضع فسنضطر لاتخاذ تدابير لحماية أنفسنا من هجوم الناتو من الأراضي السويدية”.
وافتتح الأحد المؤتمر السنوي السويدي لشؤون الأمن شمالي السويد “الشعب والدفاع”، حيث شارك الأمين العام لحلف الناتو بالمؤتمر.
وتحدث تتارينتسيف للصحيفة عن أن السفارة حاولت منذ الربيع الماضي، أن تحصل من المنظمين على دعوة للخبراء العسكريين السياسيين الروس، لكن دون جدوى، وقال السفير: “إذا كان الناتو هناك، فيجب أن تكون روسيا أيضاً حاضرة. إذا كانت السويد مستقلة عن التحالفات فيجب مراعاة الالتزام بالتوازن”