مرآة سوريا: بعد إعلان فيصل المقداد نائب وزير خارجية النظام يوم أمس جاهزية دفاعات نظامه الجوية لإسقاط المقاتلات التركية, اجتاحت موجة من السخرية مواقع التواصل الاجتماعي سواء بين النشطاء الأتراك أو السوريين المعارضين لنظام الأسد.
إقرأ أيضاً – إعلام الأسد: سوريا تحذر تركيا من هجوم عفرين
موقع مرآة سوريا استطلع مجموعة من الأسباب التي تمنح تلك التهديدات درجة عالية من الجدية, كما تؤكد أن أنقرة لا تستهتر نهائياً بتلك التهديدات التي أطلقها النظام:
ليست المرة الأولى:
إذا تم إسقاط أي مقاتلة تركية فلن تكون تلك هي المرة الأولى التي يفعلها نظام الأسد, ففي العام 2012 قامت دفاعات الأسد الجوية بإسقاط طائرة تدريبية كانت تحلق ضمن الأجواء الجوية التركية مما أسفر عن مقتل طاقمها ومر الحدث مرور الكرام دون أي رد فعل تركي.
القدرة العملياتية:
رغم تدمير الجزء الأكبر من آلة الحرب العائدة للنظام, فإن دفاعاته الجوية لم تتأثر كثيراً خلال المعارك المستمرة منذ قرابة 7 أعوام, حيث لم يستخدم الأسد تلك المنظومة في قتل شعبه, وإنما حصل الاستنزاف لسلاحه البري ومخوزنه الصاروخي فضلاً عن العنصر البشري المتضرر الأكبر من المعارك, ولهذا فإن منظومات إس 300 وإس 200 التي يمتلكها النظام ستكون قادرة على إصابة المقاتلات التركية خلال أي تدخل تركي محتمل في عفرين.
الغطاء السياسي الدولي:
خلال السنوات السابقة, قام سلاح الجوي الاسرائيلي بعشرات الغارات ضد مواقع لنظام الأسد وحزب الله اللبناني وحتى مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا, ورغم صمت نظام الأسد تجاه تلك الغارات, فإن الجيش التركي لا يملك الحصانة التي يملكها نظيره الإسرائيلي من حيث حمايته من قبل الولايات المتحدة وروسيا أيضاً, بل من المرجح أن تكون كل من واشنطن وموسكو سعيدتين برؤية المقاتلات التركية وهي تتساقط في الأجواء السورية, في ظل الاستقطاب الحاد مع القيادة التركية وتضارب مصالح العاصمتين مع مصالح أنقرة في سوريا والمنطقة.
الوضع الداخلي التركي:
بحسب خبراء عسكريين ومن الناحية العسكرية البحتة, يستطيع الجيش التركي دخول سوريا كلها -وليس عفرين فقط- خلال أيام, ولكن الحروب لا تقاس من ناحية القدرات العسكرية فحسب وإنما من حيث الظروف المجتمعية والوضع الداخلي لكل دولة, وفي هذا السياق بالتحديد فإن المعارضة التركية تنتظر بفارغ الصبر عودة جنازات الجنود الأتراك لتنقض على الرئيس التركي وتتهمه بالتفريط في دماء مواطنيه.
تعلم تركيا جيداً أن سلاح الأسد الجوي قادر على إسقاط مقاتلاتها, كما تعلم أيضاً أن ذلك السلاح لم يكن موجهاً في يوم ما ضد إسرائيل, وإنما ضد أي تهديد لوجوده والذي قد تمثل تركيا الخطر الحقيقي الوحيد عليه.