(الرياض – خاص مرآة سوريا) نشرت صحيفة عكاظ السعودية في موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت مقالًا روّجت فيه للمشروع الكردي الانفصالي، و صوّرت مقاتلي الجيش الحر على أنّهم قتلة يتصيّدون فريسة لالتهامها.
و تتحدث الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان:”عفرين.. «الناجية» الوحيدة من جحيم الحرب.. تترقب!” بلسان “مراسلها” المزعوم، الذي يروي كيف “نفد” من حواجز الجيش السوري الحر أثناء دخوله و خروجه من عفرين انطلاقًا من مناطق سيطرة درع الفرات.
و يقول المراسل:”تمكنا من الوصول إلى مدينة عفرين رغم صعوبات التنقل إلى هناك، باعتبار أن محيط هذه المدينة خصوم لوحدات حماية الشعب الكردية، والتقينا القيادات السياسية والعسكرية وحتى القيادات الدينية والمجتمعية”.
و شبهت الصحيفة مدينة عفرين و كأنها منطقة لا تحوي أي مسلح، و محاطة بجيوش جرارة من الأشرار، و أشادت بمشروع الـ PYD و YPG الانفصالي و قالت:”المظاهر العسكرية لم تظهر في مدينة عفرين؛ إذ خلت مظاهر العسكرية تماما في تلك المدينة المحاطة بجيوش جرارة من كل الاتجاهات، فالمدينة شبه معزولة عن المؤثرات الخارجية، وبالطبع هذه فلسفة وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يرى أن الأولوية لإيجاد مناطق آمنة تمكنه من إثبات أهمية وأهلية مشروعه الفيدرالي، ذلك أن عملة الأمن نادرة، بل تكاد مفقودة في سورية المتشظية”.
و تابعت:”على الرغم من أن مدينة عفرين وريفها، مناطق عسكرية إلا أننا لم نلحظ انتشار أي مقاتل من وحدات حماية الشعب في الريف أو المدينة”.
و نفت الصحيفة أن تكون الميليشيات الكردية في المدينة قد تلقت أي دعم أمريكي عسكري أو إغاثي، رغم إقرار هذه الميليشيات بذلك، و تصريح واشنطن جهارًا نهارًا بأنّها تقدم لـ PYD الدعم اللوجيستي و الإغاثي و العسكري، و ذكرت الصحيفة:”كان التصور العام أن الولايات المتحدة الأمريكية تزود وحدات حماية الشعب بالسلاح عبر مروحيات تنتقل من عين العرب (كوباني) إلى عفرين، إلا أن معظم المصادر أكدت أنه لا وجود لأي دعم أمريكي على المستوى العسكري أو حتى على مستوى الإغاثي”.
و يروي مراسل الصحيفة “فيلم الأكشن” الذي عاشه حتى استطاع العبور من مناطق سيطرة الجيش السوري الحر، و يقول:”ثمة إغراء أن تخترق حواجز الأعداء لتصل إلى تلك المدينة التي يغيب عنها الإعلام – عموما- نتيجة ظروف الحرب وتعقيدات الصراع في سورية”.
و يتابع:”بين بلدة إعزاز وعفرين، توقفنا عند الحاجز التابع لدرع الفرات، ومن بين كل من الأشخاص الذين يجلسون على مقاعدهم في الباص المتجه إلى إدلب، سألني المقاتل التابع لإحدى فصائل درع الفرات.. أنت أنت أعطني هويتك «إثباتك» حملت جوازي وقدمته فقال على الفور أين تريد أن تذهب قلت له إلى عفرين، قال «هل أنت كردي» قلت لا؛ عربي لكن أهلي يسكنون هناك.. تأمل فيّ.. وتابع «شكلك غريب».. لكنه تجاوز الأمر ومضى السائق إلى عفرين.. كان ذهاب الصحفي إلى عفرين شبهة تستحق العقاب لكننا نفذنا”.
و يواصل سرد تفاصيل “رحلة الجحيم”:”في طريق العودة، كان الأمر أكثر صعوبة؛ خصوصا أن القادم من تلك المدينة من المرجح أن يكون من وحدات حماية الشعب، سيئة الصيت في مناطق درع الفرات، وحين بلغنا حاجز درع الفرات الأول، اختارني أحد المراقبين على الحاجز من بين كل من يقل الباص، وأمر بإنزالي من الباص وذهب الباص.. تأمل فيّ وقال أعطني هويتك، قدمت الجواز وقال لي أريد هوية ألست سورياّ، أجبت؛ بلى لكني لا أملك هوية، صمت وذهب إلى غرفة الحراسة وجاء بمقاتل آخر، اقتادوني إلى تلك الغرفة وبدأت الأسئلة التقليدية عن هويتي ولماذا تذهب إلى عفرين.. انتهت الأسئلة بسلام، ومضيت إلى الحدود التركية مغادرا الأراضي السورية”.
و لم تتطرق الصحيفة في مقالها إلى ممارسات الحواجز الكردية، و اعتقالها لمئات المدنيين القادمين من المناطق المحررة في ريف حلب الغربي و الذين يعبرون من عفرين للوصول إلى المناطق المحررة في إعزاز و جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.
و في وقت أشادت فيه الصحيفة بمشروع الـ PYD الانفصالي همشت الصحيفة تمامًا الشعب الكردي في عفرين و الذي وقف إلى جانب الثورة السورية بصفته أحد مكوناتها، قبل أن تقمع حراكه ميليشيات PYD و تجبره على إظهار الولاء المطلق و الوحيد لأتباع أوجلان و غيره من زعماء الإرهابيين الأكراد.
و منذ تسلم محمد بن سلام لمنصب ولي العهد في السعودية، رأ على الإعلام السعودي و السياسة السعودية تغييرات جذرية تجاه الثورة السورية، فقطع الدعم المالي عن عشرات الفصائل، و تم تهميش أخبار الثورة السورية على المنابر الإعلامية، و هوجمت تركيا و مسؤوليها مقابل دعم إعلامي – على الأقل – غير محدود للمشروع الكردي الانفصالي.