مرآة سوريا: “لا يعرف مكانهم, إلى أين أو من اصطحبهم” هكذا أفاد التقرير المرعب الصادر عن جمعية “تليفونو أزورو” الإيطالية والتي تعنى بتعقب اللاجئين القصر في بلاد اللجوء.
التقرير الذي نقله موقع “مهاجر نيوز“, وهو خدمة مقدمة من التلفزيون الألماني DW, أفاد باختفاء 18508 طفلاً في إيطاليا وحدها حتى نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
اختفاء الأطفال “ظاهرة كبرى”:
اعتبرت منظمة إنسانية إيطالية أن اختفاء القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم في دول الاتحاد الأوروبي “ظاهرة كبرى”، وذلك بعد زيادة عمليات الاختفاء وصعوبة تعقب آثار هؤلاء الأطفال، حيث تم تسجيل اختفاء 18508 من القاصرين الأجانب في إيطاليا فقط، وذلك حتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
أصبح اختفاء القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم في دول الاتحاد الأوروبي “ظاهرة كبرى”، بعد أن تزايدت عمليات الاختفاء خلال الأعوام القليلة الماضية وبات من الصعب تعقب آثارهم أو العثور عليهم، وذلك حسب جمعية “تليفونو أزورو”. وتدير هذه الجمعية الخيرية مشروعات لصالح القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم، من بينها الخدمة الهاتفية “116000”، وهو رقم يستخدم في 28 دولة أوروبية للإبلاغ عن الأطفال الأجانب والإيطاليين الذين أصبح من الصعب اقتفاء آثارهم أو العثور عليهم.
اختفاء أكثر من 18 ألف من القاصرين الأجانب في إيطاليا:
ويعد رقم الخدمة الهاتفية “116000” جزءا من شبكة “الأطفال المفقودين الأوروبية”، التي تتكون من 29 منظمة غير حكومية من 24 دولة، وهي مسؤولة عن إدارة قضايا العديد من الأطفال المفقودين. وأكدت جمعية “تليفونو أزورو” في مؤتمر عقد في روما أنه تم تسجيل اختفاء 18508 من القاصرين الأجانب في إيطاليا، من بينهم 17217 صبيا، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، وذلك حتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وارتفع عدد القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم الذين لا يمكن اقتفاء أثرهم من 1754 إلى 6504 من القاصرين، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2016.
وقالت روزاليا سيرافولو منسقة الخدمة الهاتفية في إيطاليا، إن “31% من هؤلاء القاصرين يتم العثور عليهم بالفعل لكن بعد أن تفشل خطط هروبهم”. وأوضحت أن “الرحلات الجوية تعرض هؤلاء الأطفال إلى العديد من المخاطر، من بينها تجارة البشر والعنف والعمل والاستغلال الجنسي”.
مبادرة لتعزيز الانسجام بين المؤسسات العاملة في مجال حماية الطفل:
وقدمت الجمعية خلال المؤتمر نتائج مشروعها الرائد الذي يحمل عنوان “عدل”، والذي يهدف إلى تعزيز خدمة “116000” من خلال النظام الإيطالي لحماية الطفل.
وعقدت مائدة مستديرة مع الجهات المعنية في خمس مقاطعات هي تريفزو وميلان ونابولي وريجيو كالباريا وراجوزا، حيث كشفت المناقشات عن الحاجة إلى ضرورة تسريع الإجراءات الإدارية وتوفير التدريب التخصصي للعاملين وخلق نوع من التناغم بين المؤسسات.
ورأى إرنستو كافو رئيس “تليفونو أزورو” أن “اختفاء الآلاف من الأطفال في إيطاليا وأوروبا يعطي فكرة عن مشكلة لابد من متابعتها، وهذه بالتأكيد إحدى فوائد المشروع الذي يسمح لنا بإنشاء ممر لدمج هؤلاء الأطفال وتمكينهم من حماية أنفسهم من تجارة البشر وكافة أنواع الاستغلال”.