ظهرت العديد من الوكالات والمؤسسات الإعلامية خلال سنوات الثورة السورية الخمس الماضية، تقدم خدمة إخبارية من موقع الحدث حيث تقوم بنقل الأخبار بمصداقية وتغطية الأحداث بالصوت والصورة والكلمة ما جعلها مصدراً لكثير من وسائل الإعلام العالمية والعربية، المرئي منها أو المسموع أو المقروء.
ومن هذه المؤسسات المحسوبة على الثورة “وكالة خطوة الإخبارية” التي أصبح لها انتشار واسع في الأوساط الإعلامية الثورية، إلا أنه مؤخراً ظهرت علامات استفهام كثيرة حول ما تنشره هذه الوكالة من أخبار مغلوطة تارة و غير دقيقة تارات أخرى.
فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر بدأت وكالة خطوة بنشر بعض الأخبار غير الصحيحة عن المناطق المحررة، و منها ما نشرته حول استعادة سيطرة قوات النظام لبلدة العيس الاستراتيجية جنوب حلب، وقد نفى موقع مرآة سوريا بالصوت والصورة هذا الخبر جملة وتفصيلا.
وعندما تحدث موقع مرآة سوريا مع مراسل وكالة خطوة في حلب “شريف فارس” نفى معرفته بالخبر، كاشفًا أنّ الوكالة نشرت هذا الخبر دون الرجوع إليه وسرعان ما قدمت الوكالة اعتذاراً على صفحتها الرسمية .
كما نشرت الوكالة خبرًا عن استهداف الطيران الحربي لمقر جبهة النصرة في منطقة الأتارب علماً أنه لا يوجد أي مقر لجبهة النصرة في مدينة الأتارب!.
كما أوردت وكالة خطوة خبراً مفاده أن رتلاً عسكرياً يتبع لفصيلي جبهة النصرة وجند الأقصى قام بمداهمة مقرات لجيش النصر في بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي وقام بالاستيلاء على ما فيها من عتاد وذخيرة وهو ما نفاه جيش النصر على موقعه على الفيس بوك.
والمتتبع لما تنشره وكالة خطوة من أخبار يشعر أن سياستها في نشر الأخبار أصبحت تشبه إلى حد كبير سياسة المرصد السوري لحقوق الإنسان في نقله للأحداث مفتقراً في كثير من الأحيان للمصداقية.
بل وصل الحد الى أبعد من ذلك حيث عمدت وكالة خطوة إلى نشر خبر مفاده أن قوات المعارضة المسلحة قامت بقصف الشيخ مقصود وأوقعت ضحايا من المدنيين في محاولة من الوكالة باتهام قوات المعارضة المسلحة بتقصد استهداف المدنيين العزل وهذا عين ما تفعله وسائل اعلام النظام.
هذه التجاوزات المتكررة والانحدار الإعلامي بعيداً عن مناصرة قضايا الثورة السورية العادلة دفعت مدير مكتب الوكالة في حلب شريف فارس تقديم استقالته، احتجاجاً على سياستها في نقل الأخبار وخاصة بعد تعرضه لمضايقات شديدة من ناشطي الثورة السورية وإعلامييها .
فهل ستعمل وكالة خطوة الإخبارية على تصحيح المسار وتلافي الخلل والتثبت في نقل الأخبار بالرجوع إلى مراسليها في الداخل السوري أم ستستمر في تجاوزاتها التي ستضر في النهاية بمصداقيتها الإعلامية؟.