يحاول الحلبيون في المناطق المحررة في مدينة حلب استعادة حياتهم الطبيعية في ظل ظروف انسانية واقتصادية بالغة الصعوبة بسبب المعارك الشرسة مع قوات النظام ناهيك عن القصف بالبراميل المتفجرة من طائرات الطاغية ” بشار الأسد ” بشكل شبه يومي منذ أكثر من أربع سنوات حتى الآن.
في سوق الذهب في حي الفردوس ” أحد أشهر الأسواق في المناطق المحررة ” في حلب العاصمة التجارية والصناعية لسوريا، تشاهد وجهاً آخر للحياة يحاول رسم الأمل في نفوس المواطنين، حيث يحاول تجار ” الذهب والحلي “التأقلم مع الظروف الصعبة استمراً لعملهم وتأمين قوت يومهم.
الحاج علي جبولي ” صاحب محل لبيع الذهب في حي الفردوس ” يقول: منذ خمسة أشهر كانت حركة البيع والشراء جيدة جداً، ولكن بسبب ارتفاع الدولار وفرض النظام ضرائب جديدة على صياغ الذهب، أثّر علينا بشكل كبير جداً، حيث قفز سعر غرام الذهب من ” 6200 ” ليرة سورية إلى ” 8400″ ليرة سورية.
ويضيف الحاج جبولي: الذهب العتيق في المناطق المحررة يرسل لمناطق سيطرة النظام ونستبدله بذهب جديد، كانت الضريبة في مناطق النظام ” 5 ” ألاف ليرة سورية على الكيلو وحالياً تم رفع الضريبة حتى ” 400 ” ألف ليرة سورية، فتراجع عملنا بشكل كبير، مما اجبر النظام على تثبيت الضريبة على ” 30 ” ألف ليرة سورية، أضف إلى ذلك ارتفاع اسعار صياغة الذهب فمثال الخاتم الذي كانت صياغته ” 1000 ” ليرة سورية اصبحت الآن ” 3000 ” ليرة سورية.
رغم أن الحليّ والذهب بشكل عام أصبح علامة لأصحاب الدخل المرتفع ولا يستطيع اقتنائه إلا التجار والصناعيين بسبب الظروف العصيبة في البلاد إلا أن الطلب على شراء ” الحلي والذهب “لا يزال مرتفعاً مع استمرار المناسبات السعيدة مثل “الخطبة والأعياد “وغيرهما من المناسبات التي يقدم فيها الحلبيون هدايا ذهبية لأحبائهم.
حسام ” أحد الزبائن ” يقول: جئت لكي أشتري ذهب لخطيبتي، فوجدت الأسعار غالية جداً، كنت متوقع الأسعار أرخص بكثير، كان المخطط أن اشتري ” طوق وإسوارة “ولكن بسبب ارتفاع هذه الأسعار لن أستطيع شراء إلا طوق، وكنت اشتريت سابقاً محابس خطبة.
اضافة لمعاناة التجار في ارتفاع اسعار الذهب يعانون أيضاً من انعدام ورش صناعة الذهب في المناطق المحررة لعدة أسباب.
محمد ” صانع في تصليح الذهب ” يقول: في المناطق المحررة لا يوجد ورش لصناعة الذهب أبداً، والصناعيين في الذهب يرفضون القدوم للمناطق المحررة، بسبب ختم النقابة على الذهب ال ” 21 ” في مناطق النظام، ونحن مجبرون للنقابة ” صائغي الذهب ” في مناطق النظام حتى ندمغ الذهب المنتج لكي يحظى بثقة المشتري في الأسواق الحلبية وخاصةً في المناطق المحررة.