لم تجف دماء ضحايا الأتارب الذين سقطوا خلال الأيام الماضية بحملة قصف هوجاء لم تحيّد منطقة مأهولة و لا بنى تحتية و لا أسواق و لا مرافق سكنية، حتى عادت الطائرات الروسية اليوم لتواصل غاراتها الدموية على البلدة المكلومة مرتكبة مجازر جديدة تضاف إلى سجلها في حلب.
و قال جمعة علي، مراسل مرآة سوريا في حلب، إنّ الطيران الحربي الروسي نفذ غارات جوية اليوم الثلاثاء 2 آب/أغسطس 2016، مستهدفًا سوقًا شعبية، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين على الأقل، و جرح 15 آخرين.
و نقل مراسلنا عن أحد أفراد الطواقم الإسعافية التي هرعت إلى المكان المستهدف، زيادة عدد الضحايا بسبب وجود إصابات خطرة، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تم نقلها إلى المشافي التركية لعدم قدرة النقاط الطبية الميدانية على التعامل معها.
و ما لبثت الأتارب التي يصفها سكان محليون بدرّة الريف الغربي أنّ ضمّدت جراحها بعد المجازر المتلاحقة التي لحقت بها خلال الأيام الـ 14 الماضية، حتى عادت تنزف من جديد، وسط صمت دولي مطبق على جرائم الطيران الروسي بحقها.
و أحصى “علي” نحو 60 ضحية، سقطوا إثر الغارات الجوية المتعاقبة و المتواصلة على البلدة خلال الأسبوعين الماضيين.
و كان مراسلنا قد أشار في تقرير سابق إلى أنّ طيران التحالف الدولي يساند الطيران الروسي في غاراته على المدينة، و ذلك اعتمادًا على نوعية الطائرات و طريقة تنفيذها للغارات و دقتها.
وتستهدف الطائرات التي تغير على بلدة الأتارب مؤخرًا كل حركة في البلدة بدقة متناهية، حيث استهدفت إحدى الطائرات رجلًا يقود دراجة نارية هرع لإسعاف الجرحى بصاروخ فراغي، حولّ جسده إلى أشلاء متناثرة.
يذكر أنّ المجازر التي احتضنتها الأتارب مؤخرًا تأتي بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير في حلب المدينة، و في ريفيها الجنوبي و الشمالي، حيث شنّت قوات النظام حملة عسكرية واسعة بدعم جوي روسي تمكنت خلاله من حصار الأحياء الشرقية في حلب، قبل أن تطل المعارضة معركة مضادة اقتربت فيها من فك الحصار.