انقلب ملعب “خالد بن الوليد” البلدي في مدينة حمص من ملعبٍ لكرة القدم إلى مرجٍ أخضر و حديقة “بلا نوافير” يقصدها المتنزهون والأطفال.
فمع ضعف و انعدام التخديم للملعب، و عدم وجود حراس على أبوابه، يستطيع أي شخص الدخول إليه و التمتع بالجلوس على عشبه الأخضر و شرب النرجيلة و أكل المكسرات و “التدريجة” على مدرجاته الملوّنة و الاستمتاع “بالهوايات” المحمّلة بشذى ربيع البساتين المجاورة.
اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في حمص أصدرت عدّة قرارات تتعلق بالملعب الذي يعتمد عليه ناديا الكرامة و الوثبة لإجراء التمارين و المباريات، من جملة هذه القرارات أن تحدد فترات التدريب لكل فريق بمدة ساعة واحدة فقط يوميًا، كما أصدرت قرارًا آخر ينص على حظر إقامة المباريات الوديّة في الملعب بشكل نهائي، دون أن توضح أسباب ذلك.
“مرآة سوريا” استطاعت الدخول إلى الملعب، حيث كان الباب الواقع في جهة النهر مفتوحًا على مصراعيه، و مشهد الأطفال الصغار الذين يلعبون وسط الملعب و قد جرّوا أحد المرميين إلى دائرة المنتصف، و بجانبهم عدّة “جمعات” لعائلات “تتنزّه” كان السائد على المشهد في الداخل.
و تحت إحدى مظلّات جلوس لاعبي الاحتياط بجوار خط التماس، يجلس عنصرا أمن يشربان “الكولا” و يشاهدان الحركة فوق أرض الملعب الخضراء، التي امتلأت بالمناديل البيضاء من مخلفات “السيارين” اليوميّة في الملعب.
كل شيء حاضر، و كل أشكال الحياة موجودة، إلا ما يتعلق بالرياضة، لا يوجد أي لاعب أو أي فريق أو أي علم رياضي لفريقي المدينة (الكرامة و الوثبة) اللذين يلعبان في الدرجة الأولى للدوري.
و استطعنا الحديث مع أحد الشباب الموجودين في الملعب، كان يجلس على أحد مقاعد تبديل اللاعبين، فأكّد أن هذا المنظر حاضر كلّما كان الجو صحوًا، و لا غرابة في ذلك، و سكان المنطقة كلما “داقت خلاقهم” قليلًا يأتون إلى الملعب “للتنزه” و الترويح عن أنفسهم، خصوصًا و أن المناطق القريبة من الوعر التي كانت مهدًا للنزهات، أصبحت خطيرة و غير آمنة.
و لعلّ تحوّل الملعب البلدي في حمص من ملعبٍ احتضن مباريات على مستوى الدوري المحلي و الدوري الآسيوي و كأس آسيا، إلى “متنزّه” يرتاده المواطنون “المكبوس على أنفاسهم” هو أحد الإصلاحات التي وعد بها “بشار الأسد” مواطنيه في بداية الحراك الشعبي ضده عام 2011، حيث كان قبل ذلك من الحلم دخول أرضيته إلا للاعبين المسجلين في دوائر الاتحاد الرياضي أو لذويهم عبر “أدخله إنّه يقربني”.