كشفت دراسة حديثة أعدها باحثون في جامعة بوسطن الأميركية، أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يسبب فوضى في العلاقات العاطفية، حيث أظهرت الدراسة وجود علاقة وطيدة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمشاكل الاجتماعية والخيانة التي تؤدي إلى الطلاق، مؤكدة أن الغيرة التي يسببها الفيسبوك تزيد من مخاطر فشل العلاقة بين الأزواج في مختلف الأعمار.
وقد شملت الدراسة مستخدمي الفيسبوك الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و82 عاما، وتتبع الباحثون معدل الوقت الذي يقضونه أمام مواقع التواصل وكم مرة تحدث فيها مشكلة مع شركائهم في الحياة بسبب تلك المواقع، حيث ارتبط الاستخدام المتواصل للإنترنت وشبكات التواصل بشكل مباشر بارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل فيما بينهما.
وأشارت الدكتورة روسل كلايتون من جامعة بوسطن، المشرفة على الدراسة، إلى أن حالات الطلاق التي حدثت خلال الفترة ما بين 2010 – 2014، كانت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في 45 دولة، وذلك بسبب اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير ملائمة وتعليقات فظة بها مجافاة للزوج أو الزوجة، واكتشاف سلوك غير مُرضٍ من أحد الطرفين.
وقد رصدت محاكم الأسرة والجنايات حول العالم العديد من جرائم الزنا عبر شبكات مواقع التواصل، حيث ارتفعت دعاوى الزنا من عام 2013 إلى 2015 بسبب الخيانة عبر التكنولوجيا الحديثة واكتشاف كل من الزوج والزوجة أدلة مصورة وأحاديث هاتفية عبر مواقع التواصل المختلفة لتصل إلى 7 آلاف دعوى.
من جانبها، ترجع الدكتورة عزة فايق، استشارية الطب النفسي، السبب الرئيسي الذي يقف وراء الوقوع في الخيانة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي إلى الفراغ العاطفي والعزلة التي تفرضها تلك المواقع على روادها، كذلك ضعف الإيمان لدى هؤلاء الأشخاص الذين يقعون فريسة لمثل هذه الوسائل التكنولوجية.
وتابعت قائلة “هناك عدد من الأسباب التي تدفع المرأة إلى خيانة زوجها على شبكات التواصل الاجتماعي والفيسبوك، ومنها شعورها بالفتور في حياتها مع زوجها، مما يجعلها تبحث عن بديل وتكون شاشة الكمبيوتر أسهل الوسائل التي أمامها لكي تخرج رغباتها المكبوتة، فتجلس الزوجة أمام شاشة الإنترنت وتبحث عن شيء يشبع احتياجاتها وغريزتها العاطفية بالعلاقات المحرمة، وتبرر ذلك بغياب الحب والتوافق مع زوجها، أما خيانة الرجل فتكون من منطلق الرغبة في خوض تجربة العلاقات العاطفية عبر شبكات الإنترنت بتبادل الأحاديث المثيرة، بحثا عن إشباع الفراغ العاطفي وربما الجنسي.