اكتشاف عقار جديد، يحمل أمل الشفاء من أشد أشكال الربو

كشفت دراسة أميركية حديثة عن عقار جديد، أثبت نجاعته في علاج المرضى الذين يعانون من أشد أشكال الربو، ويمتلكون خيارات محدودة للعلاج.

وأوضح فريق البحث الذي قاده علماء من كلية الطب في جامعة واشنطن، أن حقن “بنراليزوماب” حسّنت حياة مرضى الربو غير المنضبط، ونشروا نتائج دراستهم الإثنين الماضي في دورية “لانسيت” الطبية.

وأجرى الباحثون دراستين منفصلتين شارك فيهما أكثر من 2500 مريض بالربو غير المنضبط، تتراوح أعمارهم بين 12 و75 عاما. ووجد فريق البحث أن حقن “بنراليزوماب”، التي تعطى للمرضى مرة كل 4 أسابيع، أدت إلى تقليص نوبات الربو، وضيق التنفس والضغط على الصدر بنسبة 51 بالمئة. كما وجدوا أن الحقن تعمل على تحسين وظائف الرئة ونوعية الحياة لدى مرضى الربو غير المنضبط، الذي يعتبر أشد أشكال الربو، بعد 4 أسابيع فقط من بدء تلقي العلاج.

ووفقا لفريق البحث، فإن الربو يصيب نحو 315 مليون شخص من مختلف مناطق العالم، بينهم حوالي 10 بالمئة فقط يصابون بالربو غير المنضبط، ويمتلكون خيارات محدودة للعلاج. وكانت دراسة طبية بريطانية قد أوضحت أهم طرق التعامل الصحية مع المصاب بالربو خاصة من الأطفال، فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نوبات الربو، وتختلف من طفل إلى آخر، لكن بمجرد التعرف على هذه المثيرات تتكون لدى الأسرة خبرة كافية في كيفية التعامل مع نوبات الطفل، فتقل هذه النوبات تدريجيا. وبعدها يبدأ الأهل في تسجيل يوميات حدوث النوبات للطفل لمتابعته بشكل دوري وتحديد المشكلة، والاستعداد بالأدوية اللازمة في حالة حدوث أي ظرف مفاجئ للحد من خطورة النوبة.

وأكدت الدراسة على أهمية الحفاظ على نظافة المنزل للتأكد من عدم وجود أتربة تثير نوبات الربو لدى الطفل، مع الحرص على تناول الطفل لكميات هامة من المياه والمشروبات الدافئة لأنها تساعده على التنفس بشكل أفضل وأسهل وتحد من خطر حدوث أزمات الربو وتخففها. وحذرت الدراسة من تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، لأن وجودها مع المصاب بالربو في الفضاء نفسه يشكل خطرا على صحته وقد يضاعف حدوث النوبات لديه لأن وبر هذه الحيوانات ولعابها يعملان على إثارة الحساسية لديه ويتسببان في نوبات ضيق التنفس.

وتشير الدراسة إلى أن تلوث الهواء لا يقل خطورة عن العوامل السابقة سواء كان هذا التلوث نتيجة للتدخين السلبي في البيت أو في غيره من الفضاءات العامة أو تلوث المناخ عموما بسبب دخان عوادم السيارات أو أدخنة المصانع وغيرها، لأنها تعد عدوا شرسا لمرضى الربو.

وتؤكد الدراسة أنه في حال كان المصاب بالمرض طفلا يجب على العائلة الحرص على متابعة حالته الصحية طبيا وكذلك من خلال اعتماد نظام غذائي خاص يقوم على وجبات متوازنة تمده بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم لتقوي جهاز المناعة، وتقلل خطر حدوث نوبات المرض بشكل مستمر.

ورغم أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض تشفى أو تختفي أعراض المرض لديها في مراحل متفاوتة من العمر، فإن الكثير منهم يعانون من تكرار نوبات المرض، وغياب العناية الصحية في ظل الجهل بطرق التعامل مع المرض من قبل الأسرة والمحيطين بهم، في حين أن تحديد أسباب المرض والمؤثرات المتسببة في نوبات ضيق التنفس والسعي لتفاديها بخطوات بسيطة إلى جانب اعتماد أسلوب عيش صحي من حيث النظام الغذائي والنظافة قد تمثل مفاتيح للشفاء من الربو.

وقبل العلاج تأتي الوقاية من المرض والتي تلقى فيها المسؤولية الكبرى على عاتق الأم، حيث أكدت دراسة سويسرية حديثة أن الرضاعة الطبيعية تمثل إحدى سبل وقاية الأطفال من أعراض مرض الربو.

الدراسة أجراها باحثون بمستشفى الأطفال التابع لجامعة بازل السويسرية، وأوضحوا أن الرضاعة الطبيعية قد تقلل من أعراض أمراض الجهاز التنفسي للأطفال المعرضين وراثيا لتطور مرض الربو، الذي يؤثر على حوالي 8.6 بالمئة من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، ويعتبر من الأسباب الرئيسية لدخول المستشفى، والسبب الرئيسي لتغيب الأطفال عن المدرسة في أميركا.

وأجرى فريق البحث دراسته على 368 من الـرضع الذين كانوا يعانون من أمراض الرئة في سويسرا، ووجدوا أن الرضاعة الطبيعية خفضت أعراض مرض الربو بنسبة 27 بالمئـة لدى الأطفال الذين يعانون من طفرات جينية، تجعلهم أكثر عرضة للمرض، مقارنة بالرضع الذين لم تعتمد أمهاتهم في ارضاعهم على الرضاعة الطبيعية.

يعرف الربو بأنه مرض تنفسي مزمن، ينتج عن وجود التهاب وتشنج في المسالك الهوائية، مما يؤدي إلى انسدادها، وهو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر، ويتمثل في سرعة التنفس و(كرشة النفس) والكحة وكتمة الصدر.

ويرتبط الربو بشكل كبير بأمراض الحساسية، ويصيب الأشخاص وخاصة الأطفال، الذين لديهم عوامل وراثية للبعض من المواد المثيرة للحساسية، كالغبار والقطط والفئران والصراصير.

 

العرب

أضف تعليق