مخطط لتصنيع حافلة كهربائية تقطع 300 كلم بلا شحن

كشفت مجموعة من الشركات العالمية في صناعة السيارات وبعض عمالقة التكنولوجيا عن توجهها نحو إنتاج حافلات كهربائية ذاتية القيادة مع وجود سائق يتدخل فقط في حالات الطوارئ، علما أن عددا من هذه الحافلات جاب، مؤخرا، شوارع غربية وعربية في إطار تجربته.

وراجت بداية الشهر الحالي أخبار حول توقعات هارتموك شيك رئيس قطاع الحافلات في مجموعة دايملر الألمانية للسيارات، حول إمكانية زيادة مدى سير الحافلات الكهربائية واستخدامها في خطوط النقل دون مشاكل بحلول عام 2025.

وأفاد شيك قائلا “إنه من الممكن أن نصل إلى مدى سير يبلغ طوله 300 كلم، وهذا مقدار كاف لأطول خط نقل على الإطلاق”. وأضاف أنه ستجري زيادة كفاءة البطاريات وتقليل سعرها بصورة واضحة.

وتابع أنه لهذه الأسباب من المتوقع أن يتم تزويد غالبية خطوط النقل خلال العقد المقبل بحافلات كهربائية طوال اليوم “وسيكفي لهذا الغرض شحن البطارية في مستودع”.

مع العلم أن دايملر تعتزم تسيير حافلة كهربائية خالصة يمكن مقارنة تكاليفها بتكاليف حافلة ديزل وذلك بحلول 2018.

وأكد حضور حافلة كهربائية خلال معرض موسكو الدولي للسيارات الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي، توجه أغلب الشركات نحو فتح خط إنتاج هذا النوع من وسائل النقل العمومي المستقبلية.

وسجلت هذه الحافلة الاختبارية الكهربائية الصغيرة ذاتية القيادة حضورها على منصات العرض من خلال مصنع كاماز المنتج للشاحنات.

وقد صممت هذه الحافلة لتحل محل عربات النقل العمومي الحالي في المستقبل القريب، وتقدم شركة ياندكس الخاصة بخدمات الإنترنت برمجيات الملاحة للحافلة المذكورة.

وتأتي الحافلة تلبية لاحتياجات الركاب، حيث بإمكانها أن تحدد مكان وجودهم عبر تطبيقات أجهزتهم المحمولة، وبعد ذلك تسير إليهم آليا لتحملهم رفقة الأشخاص الذاهبين إلى المكان نفسه.

ويبلغ طول الحافلة 4.6 مترا وعرضها متران وسرعتها القصوى 25 كلم في الساعة.

ويخطط مصنع كاماز لتوريد هذه الحافلات الصغيرة إلى المعارض والمتاحف والمطارات بحلول عام 2018.

هذا ويسعى محرك البحث الروسي يانداكس إلى دخول عالم السيارات من خلال تصنيع حافلة كهربائية دون سائق.

وللوصول إلى تحقيق غاياته عمل يانداكس على التعاون مع شركتي دايملر لصناعة السيارات وكاماز لصناعة الشاحنات، بالإضافة إلى منظمة البحوث الدولية نامي، وذلك بهدف صناعة حافلة ذاتيّة القيادة وتحمل 12 راكبا لمسافة 200 كلم عبر شحنة واحدة.

وإذا نجح محرك البحث في تحقيق هذه الغاية سيكون معنى ذلك مضاعفة للمسافة التي بوسع حافلة “أولي” المصممة بالطباعة ثلاثية الأبعاد والعاملة في الوقت الراهن بالشوارع الأميركية الوصول إليها.

وعلى الرغم من مجموعة التحالفات التي عقدها يانداكس فإنه سيعول بالدرجة الأولى على خبرته في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الكمبيوترية والتعرف على الصوت، إلى جانب استعمال تطبيقات الهاتف الذكي المرتبطة بالمحرك لتحديد الوجهة كما هو الحال مع النموذج الذي قدمته كاماز في معرض موسكو بالتعاون معه، علما أن هذه الشركة هي التي ستتكفل بتصنيع الحافلات التي يعتزم محرك البحث إنتاجها.

وستتلقى هذه الحافلات برنامجا مطورا مخصصا لها من طرف شركة مرسيدس للسيارات، يسمح لها بالانتقال من وضع القيادة الذاتية الذي يخول لها السير والتوقف بشكل آلي إلى استعادة السائق للسيطرة عليها في أي وقت.

وليس بعيدا عن خط الإنتاج بدأت بعض الحافلات الاختبارية تجوب شوارع أوروبية وأخرى عربية، حيث كشفت شركة دايملر أن حافلة مرسيدس قامت بأول رحلة مستقلة لها في إحدى المدن الأوروبية.

وقد تم تكييف نظام القيادة الذاتية للحافلة مع ظروف المدينة لتسير بسرعة 70 كلم/ساعة، وأطلق على النظام اسم “سيتي بيلوت”.

وقد قامت الحافلة برحلة استعراضية في مسار يبلغ طوله 20 كلم بمدينة أمستردام حيث كانت تتوقف بشكل منتظم عند الضوء الأحمر في إشارات المرور. وكان السائق في مكانه ولكن من دون أن يشارك في قيادة الحافلة، وقد كان حضوره من باب الاحتياط ولضمان الأمان.

ويعمل نظام القيادة الذاتية المنصوب في الحافلة بواسطة راداري الكشف القصير ومتوسط المدى والكاميرات ومستشعرات “جي بي أس”. كما تم تدريبه على التعامل مع البنية التحتية بواسطة عناصر “واي فاي”.

وتخطط شركة دايملر لتنظيم مسارات إضافية ستسير فيها الحافلة بشرط أن يتولى السائق قيادتها في أقسامها الضيقة والصعبة.

كما شهدت مدينة ليون الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي انطلاق أول خدمة حافلات في العالم بلا سائق، حاملة الركاب أمام حشد من الراغبين في تصوير هذا الحدث.

وتضم الخدمة الآن حافلتين كهربائيتين تتسع كل واحدة منهما لحمل 15 راكبا، وتعمل في طريق يمتد لمدة 10 دقائق، وتتوقف عند 5 محطات في مركز المدينة ومتوسط سرعتها 6 أميال (10 كلم) في الساعة.

مع العلم أن الحافلتين خضعتا للتجارب دون ركاب في مدن فرنسية أخرى وفي سويسرا، وهناك تجربة قيد التنفيذ في مدينة دبي، باستخدام حافلة طورت بمساعدة شركة فرنسية.

وقال كريستوف سابيت المدير التنفيذي لشركة نافيا المصممة للحافلتين، إنهما مجهزتان بمجموعة من أجهزة الكشف التي تسمح لهما بمعرفة اتجاههما ورصد كل ما يحدث حولهما والتعامل معه بذكاء لتجنب التصادم.

وحذر سابيت من عجز الحافلتين عن المناورة حول حركات المرور الأخرى، وفي المسارات القريبة من خط الترام حيث لا يسمح بمرور المركبات الأخرى.

وأوضح جان بيير فراندوي من مجموعة النقل كيوليس المشغلة للخدمة، أن التكنولوجيا الحالية والتشريعات لا تسمحان بتشغيل مثل هذه المركبة وسط السيارات أو أي حركة مرور أخرى. وتم تزويد كلا الحافلتين بالليزر والكاميرات والأنظمة الإلكترونية التي ترصد وتحلل أي حركة حولها.

كما حصلت شركة نافيا على حوالي 30 طلبا لتصنيع الحافلات، وتخطط لتصنيع حافلات أكبر بإمكانها حمل 20 راكبا.

كما قدمت نافيا حافلات نقل عمومية ذاتية القيادة تحمل اسم “آر إيه سي إنتلبيس”لاختبارها في أستراليا بشكل موسع على الطرقات العامة استعدادا لإطلاقها رسميا لنقل المواطنين من مختلف المدن، وتعد هذه السيارة الأولى من نوعها التي تعمل دون سائق في أستراليا، وهي مزودة بـ11 مقعدا، وخلال فترة الاختبار ستنقل الركاب على طريق طوله 2.7 كلم.

وهذه الحافلات كهربائية بشكل كامل وصديقة للبيئة، ومزودة بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار، ومجهزة بأربع كاميرات تصوير دي 3، وبنظام تحديد المواقع.

وعلى الرغم من أن الحافلات يمكنها السير بشكل كامل دون سائق، فإنه خلال مرحلة الاختبار سيكون هناك شخص مسؤول داخل الحافلة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة وقت الطوارئ.

وفي سياق مشروع تجريبي مدته شهر، الهدف منه توسيع نطاق وسائل النقل في إمارة دبي التي باتت من أبرز المقاصد التجارية والسياحية، وضعت دبي قيد الخدمة حافلة صغيرة كهربائية ذاتية القيادة.

وأجرت الحافلة التي تتسع لعشرة أشخاص أول رحلة لها الخميس الماضي، قاطعة 700 متر في وسط دبي بالقرب من برج خليفة.

وتتنقل هذه المركبة التي صممتها شركة إيزي مايل الفرنسية بالتعاون مع مجموعة أومنيكس التي تتخذ من دبي مقرا لها، ضمن مسار مبرمج بسرعة قد تصل إلى 40 كلم/الساعة، وذلك بدفع من محرك كهربائي.

وبحسب القيمين على هذا المشروع فإن الحافلة تكيف سرعتها مع البيئة المحيطة بها بفضل تقنيات توجيهية ويمكنها التوقف بالكامل عند الاقتضاء لضمان سلامة المشاة والركاب على حد سواء.

وجاء في بيان صادر عن هيئة الطرق والمواصلات التي أطلقت هذا المشروع بالتعاون مع مجموعة إعمار العقارية “يعد الابتكار في قطاع النقل وإيجاد حلول للتنقل في المدينة إحدى الركائز الرئيسية لرؤية دبي الذكية.. كما يشكل جزءا من استراتيجية

دبي للتنقل ذاتي القيادة التي تم إطلاقها مؤخرا”.

وأوضح محمد علي العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية قائلا “من المتوقع أن يسهم هذا التوجه في تعزيز مكانة دبي في طليعة المدن العالمية لجهة تطبيق حلول النقل النظيفة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة”.

وأضاف العبار أن “إعمار تسعى إلى ربط مختلف معالم وسط مدينة دبي بمركبات ذاتية القيادة لمنح المزيد من الراحة والرفاهية للسكان وزوار المعالم السياحية”.

وقال أحمد بهروزيان، أحد المسؤولين في هيئة الطرق والمواصلات، إن “هذه التجربة هي خطوة أولى وخطوة مهمة في مسار إدخال هذه المركبات من دون سائق في منظومة التنقل في دبي”.

ووفقا لمطر الطاير المدير العام للهيئة فإن الهدف هو “تحويل 25 بالمئة من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030”.

وكانت أخبار سابقة أفادت بأن حافلتين ذاتيتَيْ القيادة ستبدآن بالتجول في شوارع هلسنكي في فنلندا.

وتطمح هلسنكي لأن تصبح مدينة خالية من السيارات في غضون عشر سنوات.

وتستطيع الحافلات الكهربائية أن تتحرك بسرعة 40 كلم في الساعة. وسيكون هناك سائق على متن الحافلة خلال الفترة التجريبية، من باب الاحتياط.

 

العرب