ما وراء انفجارات حمص .. استهداف أم غطاء لعمل تخريبي ..

فجر يوم السادس والعشرين من آذار الفائت وفي تمام الساعة الثالثة فجراً تقريباً, سمعت أصوات تحليق طيران حربي و مروحي في أجواء مدينة حمص تلتها أصوات انفجارات و اطلاق نار عشوائي لمدة تزيد عن نصف ساعة اهتزت لها كافة أحياء حمص و ريفها, و لوحظت ألسنة النيران و الانفجارات فوق منطقة الانشاءات العسكرية عند المدخل الجنوبي لمدينة حمص.
و في لحظات الانفجارات الأولى نشرت مواقع و صفحات موالية لنظام الأسد أخباراً تم حذفها لاحقاً تتهم فيها طيران النظام بقصف المنطقة التي تناثرت شظايا انفجاراتها إلى الأحياء الموالية المحيطة, كما تزامن ذلك مع نشر خبر على أحد المواقع التابعة لحزب الله اللبناني مفاده أن تحليقاً للطيران الاسرائيلي فوق منطقة الهرمل على الحدود السورية اللبنانية بالقرب من القصير, كما لوحظ تحليق مكثف لطيران النظام السوري في فترة ما بعد ظهر اليوم نفسه في أجواء حمص و على علو منخفض وكأنه يترقب عملاً ما أو يقوم بطلعات استطلاعية في الجو دون أن يقوم بأي عمليات قصف أو غارات تذكر.
التحليلات الأولية لتلك الانفجارات تشير إلى أن طيراناً تابعاً للكيان الصهيوني قد نفّذ تلك العملية بهدف تدمير مستودعات أسلحة و ذخائر تابعة لـ ” لواء الرضا ” الشيعي التابع لحزب الله و الذي تشكّل قبل أقل من شهر في مدينة حمص و ريفها.
و تفيد الأنباء الأولية أيضاً بحسب محللين عسكريين و ضباط و عناصر مسرّحين حديثاً ممن كانوا يخدمون سابقا في تلك المنطقة العسكرية و بحسب كثافة الانفجارات و ألسنة النيران الصادرة عن تلك الانفجارات يومها, بأن تلك المستودعات كانت تتحوي في الفترة الأخيرة على أسلحة و ذخائر حديثة روسية و إيرانية الصنع تم تخزينها في تلك المستودعات مع تنامي القوة العسكرية للثورة السورية و زيادة تسليحها و معاركها، وعجز جيش النظام سابقاً عن اقتحام أحياء حمص المحاصرة لأكثر من عام من الزمن .
كما نشر أحد المواقع الالكترونية الاسرائيلية قبل عدة أيام تقريراً تفصيلياً عن قدرات و خامات حزب الله العسكرية, مستنداً بمعلوماته على استخبارات وتقارير عسكرية جديدة لجهاز الموساد, و أشار التقرير إلى ازدياد قوة حزب الله الجوية و المضادة, و وضّح التقرير أن أبرز نقاط قوة حزب الله الحالية والتي اكتسبها من مشاركته في القتال مع النظام السوري, هي أنه حصل على منظومة عسكرية دفاعية من طراز ” SA18 ” و المتوفرة سابقاً لدى الجيش السوري, ولمّح إلى ضرورة التغلب على تلك المنظومة كونها تشكّل خطراً بالنسبة لسلاح الجو الاسرائيلي
و رجّحت معلومات و تفاصيل أخرى من شخصيات مقرّبة من النظام السوري بأن هذه الانفجارات ناتجة ربما عن عملية تخريبية أقدم على فعلها و تنفيذها عناصر و مسؤولي المنشأة أنفسهم لتكوين غطاء لعملية سرقة أو بيع محتويات تلك المستودعات, و ذلك نظراً لعمليات سابقة شبيهة في مدينة حمص نفسها، والتي أقدم عليها ضباط و مسؤولو النظام كبيع أسلحة و ذخائر و اختلاق مسرحيات جنونية كتلك الانفجارات و غيرها لإخفاء الأدلة و أسباب العملية و خسائرها و أهدافها .

أضف تعليق