انتهى يوم أمس الأربعاء 8 نيسان اليوم الثالث من لقاء موسكو2 لحل القضية السورية دون التوصل إلى ورقة عمل مشتركة.. هذا ما أفاد به ممثل ائتلاف قوى التغيير السلمي فاتح جاموس في تصريح لوكالة “تاس” الروسية.. وقال جاموس ” قمنا بطرح ورقتنا، والوفد الحكومي أيضاً عرض ورقته وأصبح ذلك أساساً للنقاش، والعمل سيستكمل الخميس “. وهذا ما أكده أيضاً نائب رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” خالد عيسى..
وقال فخر زيدان ممثل المنبر الديمقراطي السوري إن المشاركين ناقشوا جميع القضايا المتعلقة بالوضع السياسي في سوريا والملفات الإنسانية ومسألة السجناء. لكنه أشار إلى أن الخلافات لا تزال قائمة.
من جانبه عبر عضو اللجنة التنفيذية لهيئة التنسيق الوطنية عبد المجيد حمو للوكالة نفسها عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع ” الوفد الحكومي “. وأضاف أن هناك تقدما في مشاورات المعارضة مع ممثلي دمشق “..
من جهتها اعتبرت لمى الأتاسي، سكرتيرة “الجبهة السورية” أن إجراء جولات قادمة من المشاورات مرتبط بنجاح لقاءات موسكو الجارية.
وفي تصريح أدلى به السفير السوري في موسكو رياض حداد، وصف فيه اللقاء بالواعد والمثمر، معرباً عن اعتقاده بأن تسفر مواصلة المناقشات يوم الخميس عن نتائج إيجابية.
أما المنسق الروسي فطرح جدول أعمال تضمن تقييم الوضع في سوريا وتوحيد القوة ضد الإرهاب بالإضافة إلى مناقشة الإجراءات اللازمة لبناء الثقة بين الطرفين والبحث في العملية السياسية بحسب مقترحات جنيف 1.
وحول السقف الزمني لعملية تسوية الأزمة السورية، فذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اليوم الأول من اللقاء أن موسكو لا تضع حدوداً زمنية لعملية تسوية الأزمة السورية، مؤكداً على ضرورة الانطلاق من الواقع في سياق هذه الجهود السلمية.
من جانبه، قال عارف دليلة، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة إن تسوية الجوانب السياسية من الأزمة السورية تتطلب عقد مؤتمر «جنيف3».
واعتبر دليلة أن الأهم في المرحلة الحالية هو وقف الصراع المسلح ومحاولة إعادة البلاد إلى حياتها الطبيعية، والإفراج عن سجناء وضمان أمن المواطنين، مشيرا إلى أهمية ذلك لبناء نظام ديمقراطي جديد ودولة القانون.
وأوضح دليلة أن مشاورات موسكو ليست مؤتمراً تشارك فيها المعارضة بجميع فصائلها من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى، بل تعتبر منتدى يحضره عدد من ممثلي المعارضة “.
وكان ممثلو المعارضة السورية المشاركون في الاجتماعات التشاورية قد بلوروا في اليوم الثاني من اللقاء وثيقة مشتركة لطرحها على الوفد الحكومي.. وأعلن سمير العيطة الذي يمثل “المنتدى الديمقراطي” المعارض في المشاورات أن الوثيقة المتفق عليها تعتبر ” تقدما كبيرا “، مضيفا أن المعارضة تنتظر من لقائها مع الوفد الحكومي وضع آلية لتنفيذ الالتزامات التي أخذها الطرفان على كاهلهما أثناء الجولة الأولى من مشاورات موسكو، إضافة إلى التزامات جديدة محتملة قد تسفر عنها الجولة الراهنة.
أما ورقة العمل المشتركة التي قدمها الجانب المعرض، فقد تضمنت عدة بنود جاء في بعضها:
ــ التأكيد على حتمية الحل السياسي على أساس بيان جنيف 1..
ــ رفض أية تسوية سياسية على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي
ــ العمل الفوري على عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين إلى وطنهم..
والملاحظ أن الورقة لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى بقاء الأسد أو رحيله عن السلطة في حال تم الاتفاق على حل سياسي شامل..
والجدير بالذكر أن الائتلاف المعارض لم يرسل أي مندوب عنه للمشاركة في اللقاء، وذلك التزاماً بالبيان الذي أصدره منذ مدة، وأكد فيه رفضه القاطع حضور لقاء موسكو..
من جهة أخرى أشار بعض المحللين إلى أن مثل هذه اللقاءات التي تنعقد في موسكو هي مجرد حوارات عبثية، الغرض منها هو الإلهاء وصرف النظر عن جوهر القضية السورية..