تكشف التحريات و التحقيقات التي تجريها السلطات التركية فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حاولت الإطاحة بنظام الحكم الشرعي الذي يقوده حزب العدالة و التنمية منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، تكشف المزيد من المفاجآت.
و تناقلت مواقع إخبارية تركيّة خلال الأيام الماضية، ما قالت إنّها تسريبات من أروقة التحقيقات الجارية مع من قبض عليهم من الانقلابيين.
و تكشف هذه التسريبات تورط جهات خارجية بشكل مباشر في الانقلاب، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، التي استقبلت أحد أهم المخططين الانقلابيين في ولاية ميامي خلال الشهر الذي سبق الانقلاب.
و قالت صحيفة “ستار” في تقرير صادر عن دوائر التحقيق مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، إنّ الوثائق و التسجيلات و الملاحظات التي عثر عليها في منزل الفريق “غوكهان سوتماز أتيش”، المعتقل بتهمة محاولة اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان خلال الانقلاب، كشفت زيارة مثيرة له إلى أمريكا.
و ذكرت الصحيفة أنّ التحقيقات كشفت زيارة سريّة قام بها “أتيش” إلى أمريكا في شهر أيار/مايو الماضي، و تحديدًا إلى ولاية ميامي، و ذلك عن طريق تذكرة السفر العائدة للرحلة، و التي عثر عليها بين الأوراق المحتفظ بها.
و قالت “ستار” نقلًا عن مصادر أمنية:” إن من بين الوثائق التي تم العثور عليها في منزل “سونماز أتيش” وثيقة كُتب فيها أسماء 22 جنرالا، تبيّن لاحقا أنهم من الجنرالات الذين شاركوا في الانقلاب، كما أنه تم العثور على أوراق وملاحظات حول قوائم أسماء جاهزة للتعيين في مؤسسات الدولة، وخصوصا في مركز صحي تابع للجيش”.
و قال مصدر خاص في وزارة الداخلية التابعة للنظام إنّ 7 ضباط في الجيش التركي، و عددًا غير معروف من الجنود الانقلابيين، دخلوا إلى الأراضي السورية بطريقة غير نظامية في وقت مبكر من صباح اليوم الذي عقب ليلة محاولة الانقلاب في تركيا.
و أضاف المصدر الذي خصّ موقع مرآة سوريا بتصريحاته أنّه “تم نقل الوافدين الأتراك إلى مدينة اللاذقية، و بقوا فيها لمدة يومين قبل أن يتم نقلهم إلى مدينة حمص، حيث أقاموا لمدة 4 أيام بفندق “السفير”، ثم استقروا في مكان مجهول بالعاصمة دمشق”.
و كانت مواقع تركية قد تداولت على عجل خبرًا يفيد بتسلل عدد من الانقلابيين إلى الأراضي السورية، إلّا أنّ عدم تطرق وسائل الإعلام العالمية للخبر منع من انتشاره على قدر أهميته، بحسب مطلعين.
و قالت تقارير صحفية تركية عديدة، إنّ عدد الجنود الأتراك الذين كانوا ينتشرون على الحدود مع سوريا، انخفض بنسبة 20% ليلة الانقلاب، دون أن تذكر تفاصيل إضافية عن ماهية هذا الانخفاض.
و كشف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ نظام الأسد عمل منذ سنوات طويلة على اختراق منظومة الجيش التركي، و جنّد خلالها عددًا من “التابعين” -بحسب وصف المصدر-، يدار بعضهم من الولايات المتحدة الأمريكية دون معرفتهم بالتنسيق مع “الأسد”.
و تتغلغل منظمة الخدمة، التي يديرها فتح الله غولن، في معظم دول العالم، و لها تنسيق سريّ كبير مع نظام الأسد بصفته مناوئ لنظام حكم العدالة و التنمية في تركيا.
و قال المصدر:”إنّ عددًا من ضباط الجيش، و شخصيات مقربة من دائرة الحكم الضيقة في نظام الأسد، يحرصون على زيارات متكررة للولايات المتحدة الأمريكية، و لا يمكننا استبعاد فكرة أن يكون غرض هذه الزيارات التنسيق مع منظمة فتح الله غولن، أو لقائه بشكل مباشر”، معتبرًا أنّ ذلك “لا يمكن أن يمر دون علم و موافقة استخباراتية أمريكية”.
و تموّل منظمة فتح الله غولن عددًا من المراكز التعليمية في سوريا بشكل سريّ، من بينها مدارس باسل الأسد للمتفوقين، و المركز العلمي للأبحاث، و المعهد الوطني لتنمية المواهب، و عدد من المدارس الداخلية التي ينتسب إليها أبناء ضباط الجيش و المتنفذين بالحكم و السلطة و أبناء التجار.