القصف الوحشي الذي نفذه اليوم طيران الأسد والذي استهدف الأحياء المحررة، يُعدّ جريمة إنسانية بكل المقاييس والمعايير، تُضاف إلى جرائمه التي ارتكبها في الأيام القليلة الماضية..
فبحسب ما أفاد مراسل ” مرآة سوريا ” فإن القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران طال منذ ثلاثة أيام عدداً من المناطق الحيوية في مدينة حلب، ومدرسة (سعد الأنصاري) للتعليم الابتدائي في حي الأنصاري، بعد استهدافها بصاروخ فراغي، وقد أدى ذلك إلى مقتل عشرة أطفال وأربع معلمات، إضافة إلى تكثيف قصفه على أحياء، باب النيرب، وبستان القصر، ومساكن هنانو، والشيخ خضر، وسوق الهال في حي المعادي، وسقط خلالها عدد من الضحايا والجرحى بين صفوف المدنيين.
ويضيف المراسل.. واليوم استمر القصف العشوائي، ونتج عن ذلك إصابة مستودع للطحين في حارة ” دكيكين حجيج ” في جب القبة بحلب القديمة فدمر أكثر من ” 450 ” طناً من مادة الطحين القادمة من عدة منظمات خيرية لدعم رغيف وقوت عيش المواطن، عدا عن الدمار الهائل الذي لحق بالخان، والذي كان يحتوي على كميات كبيرة من الطحين..
هذا التصعيد الخطير على الأحياء المدنية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، جاء بعد أن صرح أحمد حسون مفتي النظام في اتصال مع التلفزيون الرسمي السوري، بعد سقوط عدة قذائف من جهة المعارضة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، وناشد حسون في تصريحه ” القوى العسكرية والوطنية بأن أي قذيفة ستطلق على حلب ستباد المنطقة التي انطلقت منها بأجمعها ” مضيفاً ” هذا ما أرجوه باسم الشعب السوري وأهل حلب بالذات “..
تجدر الإشارة إلى أن أحمد بدر الدين حسون من مواليد مدينة حلب كان عضواً في مجلس الشعب لدورتين متتاليتين (1990-1998)، وبعد يوم واحد من انتهاء حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس، والتي جمعت حسون مع الشيخ محمد الفزازي في عام 2002 وبعد دفاعه المستميت عن النظام خلال الحلقة، تم تعيين حسون بقرار أمني مفتياً لمدينة حلب، ثم مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، ورئيساً لمجلس الإفتاء الأعلى فيها.
يذكر أن الائتلاف السوري المعارض طالب على لسان نائب رئيسه، هشام مروة، “بتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولة، ومحاسبة مجرمي الحرب بحق الشعب السوري ومصدري الفتاوى التي تعد تحريضاً على ارتكاب مجازر حرب، حسب ميثاق روما “، في إشارة منه لمفتي النظام السوري أحمد حسون بعد الفتوى الأخيرة التي صرح بها، بإبادة الأحياء المحررة التي تخضع لسيطرة الثوار في حلب..