العقيد سهيل الحسن أو ” النمر “، كما يُطلق عليه أنصاره ومحبيه..!!.. هدد أمس الجمعة بضرب إدلب بغاز الكلور.. ولم ينتظر كثيراً، فأفعاله تتبع أقواله دائماً..!!!.
سهيل الحسن صنع منه الإعلام أسطورة خارقة..!!.. وبطلاً لا يُقهر، حتى أن إحدى الصحف الفرنسية تحدثت عنه مطولاً بإعجاب، وبأسلوب يتنافى مع التوجه العقلاني الذي تدّعيه العلمانية الفرنسية الديمقراطية، فهو القائد الذي يأمر فيطاع من الكبير والصغير وعلى الجميع أن ينفذ ولا يعترض.. ليس له مرجعية قيادية يستمد منها التوجيه والأوامر، فهو المرجعية الأولى والأخيرة في الشمال، وهو الذي سيحرر أرض إدلب ويتوجه إلى حلب لتحريرها من ايدي ” الإرهابيين “.. وهو مخلّص سوريا والبديل المناسب عن بشار الأسد
كما قالت عنه أكثر من جهة أنه معبود العلويين الموالين للأسد، و”مرشح” الروس والإيرانيين “..
لكن الأحداث التي جرت بعد ذلك دلّت على أن ” النمر ” ليس نمراً، وإنما بالوناً أرادوا له أن يمتلئ بالبطولات الفارغة..
أمله بتحرير حلب، كأمل إبليس بالجنة، كما قال أحدهم، ومدينة إدلب طارت من يده، ولم يستطع أن يفعل شيئاً، واليوم ينسحب البساط من تحت قدميه شيئاً فشيئاً.. فها هي معركة النصر تنفتح على ثلاث جبهات، جبهة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي، ومعسكر المسطومة بجوار إدلب، ومدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.. وفي هذه الجبهة الأخيرة فإن ثوار المعارضة أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحرير جسر الشغور وانتزاعها من أيدي قوات النظام ومن معها من ميليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية وحتى أفغانية..
فماذا يفعل ” النمر ” في هذه الحالة..!!؟.. لجأ إلى سلاح الجبناء، وهدد بضرب إدلب بغاز الكلور، ثم نفذ تهديده، فبحسب الأنباء الواردة من هناك فقد ألقت مروحيات النظام، وبأمر من ” النمر” برميلين محملين بغاز الكلور السام على حاجزي ” البركة وغانية “، وهما الحاجزان اللذان يتحكمان بطرق الإمدادات بين اللاذقية وإدلب وجسر الشغور، وقد سيطر الثوار على هذين الحاجزين يوم الخميس ضمن معركة تحرير سهل الغاب..
أما عن الأسباب التي دفعت بسهيل الحسن لاستخدام غاز الكلور، فيقول أحد النشطاء: حين قطع الثوار طريق الإمدادات، شعر بخطر كبير على قواته في جسر الشغور وفي معسكر قرية ” اشتبرق ” الواقع إلى الجنوب من المدينة “..
هذه المستجدات جعلت قوات النظام المحاصرة تعيش في حالة ارتباك وتخبُّط، ولم تعد تدري ماذا تفعل، وفقدت السيطرة على عناصرها، لا سيما مع قطع طرق الإمداد من اللاذقية وإدلب، وأصبح من الممكن جداً القضاء على تلك القوات المحاصرة وخسارة مدينة جسر الشغور الاستراتيجية..
كما أن هذه المستجدات، هي من جملة الأسباب التي أفقدت العقيد سهيل الحسن ” النمر ” صوابه، فأقدم على استخدام غاز الكلور.. ومع ذلك، فسهيل الحسن، كما يقول أحد المعلقين، ونظام الأسد عموماً لا يحتاج إلى أسباب ومبررات، فقد استخدم الغازات السامة عشرات المرات ضد الشعب السوري “، وأشار إلى مجزرة الغوطة الشرقية التي استخدم النظام فيها غاز السارين وغيره، فسقط فيها نحو ألفي ضحية من المدنيين، وأغلبهم نساء وأطفال “..
وحول النتائج التي حدثت بعد إلقاء غاز الكلور على الحاجزين المذكورين، فقد أفاد أحد المطلعين على سير المعارك هناك، أن النظام فشل في تحقيق هدفه ولم يتمكن من استعادة السيطرة على الحاجزين، حيث إن الرياح بددت غاز الكلور واقتصرت الإصابات على حساسية خفيفة لحقت بعنصرين من الثوار، تمت معالجتهما في مستشفى ميداني قريب “..
بدوره أكد طبيب المستشفى الميداني هناك أن إصابة العنصرين بغاز الكلور، كانت واضحة، حيث كانا يعانيان من القيء ومن ضيق في التنفس, وأن الرياح التي جرفت غاز الكلور، جنّبت حدوث إصابات إضافية..
وفي الجانب القتالي فقد أعلنت قوات المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة جسر الشغور، بعد أن تساقطت حواجز النظام المحيطة بالمدينة واحداً بعد آخر بفعل ضربات الثوار، فقد استولوا الجمعة مساء على حواجز العلاوين والمنشرة وبشلامون، كما سيطروا على معمل السكر شرقي مدينة جسر الشغور، وهو من أهم مواقع النظام في المنطقة.