الأندية المصرية مهددة بالاستبعاد من بطولات الكاف

وجه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، برئاسة الكاميروني عيسي حياتو، إنذارا أخيرا للاتحاد المصري للعبة، بشأن استبعاد الأندية المصرية من المشاركة في البطولتين اللتين ينظمهما الكاف، وهما بطولتا دوري الأبطال والكنفيدرالية، بعد انتهاء جميع المهل التي منحت له لتطبيق نظام دوري المحترفين.

ويرجع هذا التأخير، لعدم صدور قانون الرياضة الجديد، الذي يتجوّل بين الجهتين المسؤولتين (وزارة الرياضة، ومجلس النواب)، لإجراء التعديلات، وقد رجح بعض المراقبين صعوبة صدور هذا القانون قبل نحو ثلاثة أشهر من الآن على الأقل، أي بعد انطلاق البطولات القارية المقرر لها في فبراير المقبل.

ومن المقرر أن تشارك أربعة أندية مصرية في البطولتين القاريتين، اثنان في بطولة دوري الأبطال، هما: الأهلي والزمالك، والآخران في الكنفيدرالية، وهما: سموحة الإسكندري والمصري البورسعيدي.

وقد عقد وزير الرياضة المصري، خالد عبدالعزيز، لجنة استماع، الثلاثاء، مع لجنة الرياضة بالبرلمان لمناقشة القانون، ما يؤكد أن الوقت لا يزال طويلا، لكن رئيس اتحاد كرة القدم، هاني أبوريدة، فور تلقيه إخطارا من الكاف، خاطب وزارة الرياضة للمطالبة بسرعة الانتهاء من إصدار القانون الجديد، حفاظا على الكرة المصرية.

ومن المتوقع أن يتدخل أبوريدة لإنهاء الأزمة مع مسؤولي الكاف، بحكم علاقاته ومنصبه، كعضو في المكتب التنفيذي للاتحادين الأفريقي والدولي، قصد منح الاتحاد المصري مهلة أخيرة إلى حين صدور القانون الجديد. ويمنع القانون الحالي الأندية المصرية أن تدار من قبل شركات خاصة ومستقلة هادفة إلى الربح، خصوصا تلك التي تتلقى دعما من الدولة، والتي يطلق عليها الأندية الحكومية، مثل: الأهلي، الزمالك، المصري، الإسماعيلي والاتحاد الإسكندري.

عضو اتحاد كرة القدم السابق، أيمن يونس، لفت في تصريحاته الأخيرة إلى أن قانون الرياضة الحالي يعد قانونا للهواة

وقال عبدالمنعم “شطة” عضو اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم لـ”العرب”، إنه تمّت مطالبة الاتحاد المصري بضرورة تطبيق نظام دوري المحترفين للسماح لأنديته بالمشاركة في بطولات الاتحاد، وطلب الجانب المصري أكثر من مهلة، لكن جميعها انتهت من دون تطبيق النظام، وتم منحه مهلة أخيرة تنتهي بعد أيام بنهاية العام الحالي.

وأضاف، أن الاتحاد الأفريقي نظم مؤخرا مؤتمرا في مقره الرئيسي بالقاهرة، تم خلاله توجيه الدعوة إلى جميع الأندية المصرية للحضور، بجانب رئيس لجنة الأندية، للتأكيد على ضرورة تطبيق شروط الاحتراف، وأنه في حالة مشاركة أي ناد مصري في البطولات الأفريقية في النسخة الجديدة، دون تطبيق نظام الاحتراف، سيتم توقيع غرامات مالية عليه، بعدها يتمّ استبعاده من البطولات نهائيا حال استمرر عدم تطبيق الشروط.

وتم وضع عدة شروط لتطبيق دوري المحترفين، أولها، أن يمتلك كل ناد من أندية الدوري الممتاز ملعبا خاصا، يخوض عليه مبارياته المحلية والقارية أو يستأجر ملعبا خلال مدة البطولة، ويجب أن يتمتع الملعب بمواصفات خاصة، منها: مدرجات مرقمة ومأوى سيارات ويكون قريبا من أحد المستشفيات، فضلا عن وجوده على مسافة لا تزيد عن 180 كيلومترا عن أحد المطارات.

كما يجب أن تكون لكل ناد جمعية عمومية ومجلس منفصل يدير النادي، وهذا ما يمثل الأزمة التي تواجه أندية المؤسسات والشركات، وتتضمن اللائحة المحلية داخل كل اتحاد وطني المعايير الموضوعة من جانب الكاف بخصوص إصدار الرخصة، وأن يكون جميع العاملين في المنظومة من لاعبين وإداريين وحكام، محترفين ولهم عقود خاصة، ولا يعملون في أي مكان آخر، مع وجود لجان خاصة لمراجعة رخص الأندية المحترفة.

وقد طبقت العديد من الدول الأفريقية نظام دوري المحترفين، في ما كانت هناك عدة أندية عربية سباقة في هذا الأمر، منها: السعودية، الإمارات، تونس والجزائر، لكن تأخرت مصر كثيرا، على الرغم من أن منتخبها يعدّ واحدا من أقوى منتخبات القارة (نال كأس الأمم الأفريقية 3 مرات)، كما يتربع النادي الأهلي المصري على عرش البطولات القارية برصيد 20 بطولة، والأهم هو أن مصر دولة مؤسسة في الاتحاد الأفريقي مع السودان وأثيوبيا.

لكن خبراء الكرة يرون أن وجود ثغرات في بعض اللوائح، سوف يعيق اتخاذ أي خطوة للأمام في مسألة تطبيق دوري المحترفين.

ولفت عضو اتحاد الكرة السابق، أيمن يونس في تصريحات لـ”العرب”، إلى أن قانون الرياضة الحالي يعد قانونا للهواة، لأن تطبيق نظام الاحتراف يستدعي استغناء رؤساء الأندية عن سطوتهم على كرة القدم، وتساءل يونس: هل سيستغني رئيسا الأهلي والزمالك أو رئيس أيّ نادي آخر عن فريق الكرة، ويقوم بإنشاء مجلس إدارة مستقل؟ وأضاف، لاعب الزمالك السابق، أن تطبيق دوري المحترفين، يعني أن تصبح كرة القدم شأنا مستقلا عن باقي أنشطة النادي، وتكون لها شركة مستقلة هادفة إلى الربح بجمعية عمومية مختلفة عن الخاصة بالنادي، ولها أسهم يتم طرحها للبيع لضمان تحقيق الربح.

أضف تعليق