استعراض عضلات من جيش الإسلام .. أم أنها رسالة موجهة إلى نظام الأسد و دول الخارج

نظمّ جيش الإسلام منذ أيام عرضاً عسكرياً ضخماً في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق, أظهروا من خلاله القدرات و التجهيزات و الإمكانات العسكرية و اللوجستية الهائلة بما فيها مدرعات و آليات و راجمات صواريخ و منظومات دفاع جوي و صاروخي يمتلكها جيش الإسلام من خلال اغتنامه لها من عملياته العسكرية السابقة على عدة مواقع و مستودعات أسلحة و آليات تتبع لجيش النظام السوري, و تتواجد تلك الإمكانيات على مقربة جداً من العاصمة السورية دمشق, حيث أعلن في ذلك العرض العسكري عن تخريج “1700” مقاتل من فئات عمرية مختلفة مجهّزين بقدرات بدنية و خبرات و تدريبية لخوض أشرس المعارك و العمليات العسكرية .
و أثار هذا العرض و بهذا التوقيت تحديداً و التي تشهد فيه مدن و مناطق شمال سورية معارك تحرير و انتصارات مذهلة يحققها فصائل المعارضة و بمشاركة مجموعات صغيرة تتبع لجيش الإسلام نفسه, أثار العديد من الانتقادات و الاتهامات بحق جيش الإسلام و قائده زهران علوش المتواجد في تركيا منذ أكثر من أسبوع لعقد اجتماعات و مؤتمرات, قيل أنها تهدف لعمل عسكري كبير يخص العاصمة دمشق, و عمل آخر يهدف لشن عدة عمليات استراتيجية ضد تنظيم الدولة في مناطق سورية عدة, كونه أثبت جدارته و قوته باجتثاث التنظيم من المناطق المحيطة بجيشه في الغوطة و ريف دمشق بالعموم و كون جيش الإسلام أكبر تشكيل عسكري يتبع للمعارضة السورية و يتواجد على أطراف العاصمة و له و بحكم ذلك التواجد السلطة الأكبر في شن أي معارك تخص العاصمة و ريفها في ظل تحييده و إقصائه للعديد من الفصائل العسكرية المتواجدة في الغوطة الشرقية و ريف دمشق بالعموم من خلال انضمامها لسلطته أو إضعاف نفوذها و الانسحاب من جبهات تتواجد فيها تلك الفصائل للضغط عليها و على عناصرها و قاداتها للرضوخ له و لسلطته, و أيضاً بحكم سيطرته و سلطته الشبه مطلقة على القيادة العسكرية الموحدة و القضاء الشرعي في الغوطة الذي يستمد من خلاله سلطته و جبروته على باقي الفصائل العسكرية .
حيث أثار عرضه العسكري هذا سخط كبير من أهالي غوطة دمشق خصوصاً و الشعب السوري الثائر بالعموم, من حيث امتلاكه لكل تلك المدرعات و الإمكانيات العسكرية و معدّاتها و لم يستطع لليوم فك الحصار عن غوطة دمشق و أهلها أو حتى التفكير بعملية فك حصار أو معركة واسعة يبدأها لتحرير العاصمة دمشق, في حين يسخّر كل إمكانياته تلك لمعاركه ضد تنظيم الدولة و ضد كل من يقف في وجه سلطته و تمدده في كل المناطق و الجبهات المتواجدة فيها كتائبه شمالاً و جنوباً .
في حين رأى مراقبون و محللون أن عملية الاستعراض تلك لها عدة أهداف سياسية و عسكرية و يغلب عليها الطابع السياسي, حيث و كما يتوضّح في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية و ما يحيط بها خارجاً, بأن أحد أهم أهداف زهران علوش من عملية الاستعراض تلك, هي إظهار قوته و إمكانياته لداعميه و معارضيه بنفس الوقت و الظهور بأنه و جيشه أنهم هم وحدهم أصحاب القوة و العدة و العتاد و العدد و المبادرة في محيط العاصمة و هم من يجب الاعتماد عليهم في أي معركة أو عملية تخص العاصمة دمشق أو إسقاط النظام بشكل كامل, في حين انخفظت أو زالت أي تطمينات للشعب السوري و أهالي العاصمة بأن ذاك العرض و ما يحتوي هو لبدء معركة حقيقية تهدف لتحرير العاصمة دمشق دون النظر لأي أطراف خارجية أو الانطواء و الانحناء لمشاريعها السياسية في المنطقة .
و يبقى حديث الشارع السوري المعارض و أهالي الغوطة بالخصوص عن مآلات تلك العروض العسكرية و عجز جيش الإسلام و ما يملك من تلك القدرات و الإمكانات العسكرية الهائلة عن فك الحصار عن غوطة دمشق و أهلها .

أضف تعليق