احتج عشرات اللاجئين السوريين في مخيم سليمان شاه بمدينة أكتشاكلا "أقجاقلا" الحدودية بولاية أورفا جنوب تركيا على قرار السلطات التركية القاضي باستبدال الخيم بخيم أخرى أصغر حجماً والعمل على دمج العائلات السورية ممن عدد أفرادها أقل من ثلاثة أشخاص في خيم مع عائلات أخرى دون الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود صلة قربى تجمع تلك العائلات فيما بينها.
أحد سكان مخيم سليمان شاه أكد في حديث خاص لموقع مرآة سوريا الخميس 19/1/2017 على أن "إدارة المخيم استقدمت آليات صباح الثلاثاء الماضي إلى داخل المخيم وباشرت بهدم الخيم الموجودة منذ أكثر من ثلاث سنوات ما أثار احتجاج السكان فتظاهر العشرات من الرجال والأطفال في المخيم رداً على قرار تبديل خيمهم بخيم صغيرة الحجم "3*3" ولا تتسع لعائلة فيها ثلاثة أطفال".
وأضاف قائلاً:"فوجئنا مساء بدخول قوات حفظ الأمن برفقة الآليات الخاصة بأعمال الهدم إلى المخيم حيث تحدثوا مع السكان واتضح أنهم مصممون على تنفيذ قرار الهدم، وهددوا كل من يحاول منع أو إعاقة عملهم بالترحيل إلى سوريا أو إخراجه من المخيم، ثم بدأت أعمال الهدم من الحي الأول المعروف باسم حي "آ" وقاموا بتفتيت قواعد الإسمنت والأرضيات وبنوا أكثر من خمسين خيمة".
و جعل هذا الأمر سكان المخيم في حيرة من أمرهم فالواقع يقول: إما أن يضعوا أمتعتهم وأغراضهم في داخل الخيمة ويناموا في العراء أو أن يتركوا أمتعتهم وأغراضهم في العراء لينعموا بنوم هانئ في داخل الخيمة، بحسب محدثنا الذي رفض الكشف عن اسمه.
وأشار أحد سكان المخيم إلى أن إدارة المخيم فرضت على العائلات الصغيرة التي يقل عدد أفرادها عن 3 أشخاص بإخلاء الخيمة والانتقال إلى خيمة صغيرة رفقة عائلة أخرى، لافتاً إلى أن قرار الإدارة هذا لم يراعي شرط وجود صلة قربى بين العائلتين المندمجتين بل أمر بدمج كل عائلتين صغيرتين معاً دون الإشارة إلى القرابة ما دفع بعض العائلات إلى التفكير بترك المخيم و العودة إلى سوريا.
وكان اللاجئون في المخيم قد استبدلوا الخيم القديمة منذ ثلاث سنوات وعملوا على صيانتها وتقويتها بصب الباطون للأرضيات والحديد وشادر النايلون والخيطان ودفعوا لقاء ذلك تكاليف باهظة كل حسب أوضاعه المادية وحسب حجم الخيمة وبلغت تكلفة الخيمة الواحدة بين 1500 إلى 4000 ليرة تركية.
ويعتبر مخيم سليمان شاه في مدينة أكتشاكلا بولاية اورفا أحد أهم وأكبر مخيمات اللجوء في تركيا حيث يحتوي على 10 أحياء و في كل حي 450 خيمة ويعيش في المخيم 50 ألف لاجئ سوري معظمهم من الرقة ودير الزور وإدلب وحماة ويطلق اللاجئون على هذا المخيم اسم "مخيم تل أبيض" وذلك لقربه من الحدود السورية ومدينة تل أبيض المقابلة لمدينة أكتشاكلا التركية.