محاولات لبناء الحسينيات في السويداء والأهالي يتصدون لإيران وحزب الله

منذ أن رفعت إيران شعار ” تصدير الثورة ” في الثمانينات من القرن الماضي، استخدمت الدعوة إلى التشييع وسيلة لتنفيذ هذا الشعار، وكان هدفها الدول العربية بشكل خاص..
وقد خدمت الظروف الدولية النظام الإيراني في ذلك، بدءاً من الاحتلال الأميركي لأفغانستان، ثم للعراق، ثم ارتماء نظام الأسد في أحضان طهران، حتى أصبح التواجد الإيراني كثيفاً، لاسيما في سوريا، على المستوى السياسي والعسكري والديني.. وهذا ما سمح لإيران أن تروّج لمذهبها الشيعي، لغايات سياسية وليست دينية، فانتشر دعاتها في كل المناطق السورية..
وقد سمحت نجاحاتها الملحوظة إلى التمدد في كل الاتجاهات، حتى وصلت أخيراً إلى محافظة السويداء التي هي مستقر الطائفة الدرزية.. وراحت تسعى عن طريق حزب الله، وبمساعدة سمير قنطار، الدرزي اللبناني، إلى شراء الأراضي لبناء الحسينيات ومحاولة استقطاب بعض الأخوة الدروز للتحول إلى المذهب الشيعي عبر إغراءات مادية كبيرة جداً..
وقد رأى كثير من المحللين أن إيران سلكت طريقاً خاطئاً هذه المرة، فالطائفة الدرزية لها انتماءاتها العربية الأصيلة، ولا يمكن لها أن تكون تبَعاً لدولة فارسية، ثم إن المذهب الدرزي مذهب مغلق، بمعنى أنه لا يسمح لأتباعه بالانتماء إلى مذهب آخر، ولا للآخرين من أن يصبحوا من اتباع المذهب الدرزي.. مع التأكيد على الهوية الوطنية والعيش المشترك والتعاون مع الجميع..
من هنا جاءت الاستنكارات الشديدة والرفض القاطع لمحاولات إيران في الدخول إلى السويداء من الباب المذهبي والعنصري، وسارع عدد من تجمع مشايخ يقظة الموحدين الدروز لإصدار بيان ضد ما وصفوه بالمحاولات الإيرانية لتشييع أبناء محافظة السويداء، واعتبروا أن الدعوة إلى التشيّع وشراء الأراضي لبناء الحسينيات” عملاً عدوانياً، ومحاولة لاختراق ثقافتنا وهجوماً علينا يستوجب الرد.. ” بحسب البيان..
وطالب البيان المجموعات الشيعية ومن يقف وراءها بإغلاق مكاتبها والتراجع عن المشروع فوراً، والخروج من السويداء، وعدم تكرار مثل هذه المحاولات “. كما دعا البيان إلى عدم التعامل مع مثل هذه الجماعات، وعدم تقديم أي تسهيلات إليهم ” .. وهدد البيان ” إذا لم يتم إيقاف مشروع الحسينيات سيتم التصدي لهم والتعامل معهم كأعداء.”..

من جانبه صرح أحد مشايخ الموحدين في السويداء أنه منذ مدة يحاول حزب الله وإيران كسب الدروز إلى جانبهم عن طريق دعوة الشبان العاطلين عن العمل للقتال داخل التنظيمات الشيعية، وإرسالهم للقيام بدورات تدريبية في إيران، فتصدينا له بإصدار فتوى تحرم فيها أن يقاتل الدروز ضد أي جهة كانت إلا في حال الدفاع عن النفس، ثم قامت إيران بعد ذلك بدعوة العديد من رجال الدين الدروز إلى قم وإلى طهران، تحت مسميات حوار الأديان، وقمنا بالاعتذار بهذا الخصوص، لأنه ليس لدينا مشكلة مع أي معتقد آخر، فنحن مع العيش المشترك، وننظر إلى ما يجري في سوريا على أنه حدث سياسي وحسب، ولذلك نرفض التواجد الديني النابع من خلفيات سياسية “.
وأشار إلى أنه قبل الأحداث الدائرة في البلاد كان العديد من العائلات الشيعية تأتي للسكن في مناطق الدروز، خصوصاً في جرمانا، القريبة من العاصمة، وأكثر ما يميز هذه العائلات غناها المادي، فمنذ أربع سنوات حتى الآن بدأت هذه السياسات تتغير، حيث أخد العديد من الشيعة يحاولون شراء الكثير من الأراضي وبأسعار عالية جداً..

يُذكر أن السيد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان النائب أكد في بيان أصدره الحزب أن الخيار الوحيد الصائب أمام الموحدين الدروز هو الانحياز إلى جانب أبناء شعبهم، كما فعل أبناء إدلب الذين يعيشون بكرامة في ظل ثورتهم التي تعرف كيف تحافظ عليهم كمكون أصيل ” في إشارة منه إلى بعض القرى الدرزية في محافظة إدلب.. وأوضح جنبلاط أن أي كلام آخر أو نداءات أخرى لا يجب أخذها بعين الاعتبار، فلا مستقبل للدروز إلا الانسجام مع هويتهم العربية، ومحيطهم السني الذي يعيشون فيه .

أضف تعليق