بعد مخاض عسير: “جيش التوحيد” والتحديات الصعبة في ريف حمص الشمالي

بعد مفاوضات ومشاورات استمرت قرابة الشهر، اتفقت الفصائل العسكرية في مدينة تلبيسة الواقعة على خط الجبهة مع قوات النظام بريف حمص الشمالي على حل نفسها والاندماج في “جيش التوحيد” الذي تم الإعلان عنه صبيحة هذا اليوم.
وبحسب مراسل موقع مرآة سوريا في ريف حمص الشمالي فإن الاندماج جاء لاحتواء تداعيات الصراع بين جبهة النصرة من جهة وخلايا تنظيم الدولة من جهة أخرى والتي كادت تعصف بالمنطقة التي تطوقها قوات النظام والشبيحة من جهاتها الأربعة.
فمنذ أسابيع شهدت المنطقة تصعيداً خطيراً نتيجة هجوم تشكيل فيلق حمص على بعض الكتائب المحسوبة على تنظيم الدولة وقتله العديد من جنودها، حيث جاء ذلك الهجوم في سياق رد الفيلق على حادثة اختطاف قائده ناصر النهار وقتل أحد مرافقيه منذ عدة شهور ما أدى إلى ارتفاع حالة الإستنفار في مدينة تلبيسة كون الفصيل الأكبر والمحسوب على تنظيم الدولة “لواء أسود الإسلام” ينتمي معظم عناصره لمدينة تلبيسة والتي يلعب فيها العامل العشائري والعائلي دوراً مهما في الانتماء للتشكيلات والجماعات.
وبسبب تلك التوازنات الحساسة خشي قادة العمل العسكري والثوري في تلبيسة من تحول الصراع بين جبهة النصرة وحلفائها من جهة وبين تنظيم الدولة إلى صراع مناطقي يورط معظم تشكيلات تلبيسة في حرب يكون النظام هو الرابح الوحيد فيها نتيجة استنزاف جميع القوى المتصارعة.
وبحسب مصدر عسكري في أحد التشكيلات المندمجة فضل عدم ذكر اسمه فإن تشكيل جيش التوحيد تم بهدف إحراج الجميع ونفي مبررات الصراع والاقتتال، حيث تم فك ارتباط أي تشكيل داخل مدينة تلبيسة بتنظيم الدولة، كما فكت بقية الكتائب داخل المدينة ارتباطاتها بفصائلها الأم وفي مقدمتها كتيبة حماة العقيدة التي انفصلت عن حركة أحرار الشام الإسلامية.
إلا أن بعض الأوساط الثورية في المنطقة شككت بجدية الإندماج مسمية إياه بـ “تحالف الضرورة” مستحضرة لبعض الحوادث التي قام بها تنظيم الدولة بمهادنة خصومه في بعض مناطق سوريا ثم الانقضاض عليهم عندما سنحت أول فرصة لذلك،كما أبدت تلك الأوساط تخوفها من قيام تنظيم الدولة بإقحام كل فصائل مدينة تلبيسة في صراع مع جبهة النصرة عن طريق قيامها بأعمال فردية ضد الجبهة يمكن أن تحسب على جيش التوحيد.
وحول هذه النقطة بالتحديد فقد أفاد مراسل الموقع بأن قادة التشكيل يعكفون على مباشرة عمل عسكري ضد النظام لقطع الطريق على أي محاولة لزرع الفتنة وهذا مايفسر المشاركة القوية لجيش التوحيد في العمليات التي شهدها ريف حمص بالمشاركة مع جبهة النصرة وأحرار الشام وبقية التشكيلات في المنطقة.
وحول أهم الفصائل المشاركة في “جيش التوحيد” يفيد مراسل المرآة بأنها وبالإضافة للتشكيلات التابعة لغرفة عمليات تلبيسة فإن أبرز أركان الجيش الوليد هم: “لواء الإيمان،اللواء 313 في تلبيسة، لواء حماة العقيدة الذي كان يتبع لحركة أحرار الشام، ولواء أسود الإسلام والذي كان محسوباً على تنظيم الدولة”.
وبخلاف مانقلته معظم المواقع الإعلامية حول ضم التشكيل لأكبر تشكيلات الريف الشمالي لحمص، فإن الواقع أن جيش التوحيد يضم فقط تشكيلات مدينة تلبيسة في حين بقيت تشكيلات مدينة الرستن وبقية فصائل المنطقة خارج المنظومة الجديدة.
وفي حين يسجل العديد من المراقبين لـ “جيش التوحيد” قيامه بسابقة في تاريخ الفصائل المسلحة في سوريا تمثلت بفك ارتباط مكونات من تنظيم الدولة وحركة أحرار الشام مع هياكلها التنظيمية في سبيل تجنب الصراعات، فإن بعضهم يأخذون عليه اتخاذه شكلاً مناطقياً مقتصراً على مدينة تلبيسة في الوقت الذي يستطيع فيه هذا التشكيل لعب أدوار مهمة جداً في محافظة حمص فيما لو استطاع توسيع قاعدة مكوناته واستقطاب المقاتلين والفصائل من مختلف المناطق والاتجاهات.

أضف تعليق