معركة القلمون ومحاولة توريط الجيش اللبناني

المعارك في القلمون لا تزال مستمرة بين جيش الفتح وبين ميليشيا حزب الله.. وبحسب الأنباء الواردة من هناك فإن حزب الله تلقى ضربات موجعة في الأيام القليلة الماضية، وتكبد خسائر بشرية كبيرة، وعلى رأسهم خمسة قياديين، هم قائد عمليات القلمون وأحد مؤسسي حزب الله علي خليل عليان، ثم القائد الثاني توفيق نجار، وكذلك حسن عباس الحاج حسن قائد أشبال المقاومة، وعماد نصر الدين أحد كبار قادة حزب الله ويلقب بــ (خادم زينب)، وفادي جزار الملقب ” أبو العباس ” المسؤول عن كتيبة الصواريخ في جرد بريتال..

كما أعلن جيش الفتح في القلمون على حسابه على ” تويتر “، أنه قتل أكثر من 60 عنصراً من حزب الله، من بينهم خمسة قياديين، وجرح العشرات منذ بدأ المعركة وحتى اليوم.. لكن قناة المنار التابعة لحزب الله لم تعترف حتى الآن إلا بثلاثة قتلى..
وبحسب المستجدات التي حدثت اليوم فقد أعلن جيش الفتح ــ القلمون عن صد هجوم لحزب الله من جهة الطفيل وإيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله والجيش السوري واستنزافهم في جرد ” عسال الورد “..
أمام هذا الواقع المربك الذي وقع فيه حزب الله، حاول ومعه جيش النظام أن يزجوا الجيش اللبناني في المعركة.. ففي الاشتباكات التي جرت بين جيش النظام وحزب الله من جهة، وجيش الفتح من جهة أخرى في المنطقة القريبة من معبر ” المصنع ” الحدودي، سقط على إثرها يعض القذائف في منطقة ” الصويري ” اللبنانية، وذكر مراسل ” مرآة سوريا ” أن مصدر هذه القذائف جاء من جانب جيش النظام السوري المنتشر في تلك الجبال..
وقد استدعى كل ذلك أن استنفر الجيش اللبناني وحداته في محيط بلدة الصويري في البقاع الغربي وقامت طوافة عسكرية بتمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود مسلحين بعد سقوط قذائف هناك ليلاً، كما أن السلطات اللبنانية قامت بإغلاق معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا..
وعندما اتضح الأمر للجيش اللبناني، وأن جيش الفتح ــ القلمون لم يقترب من الحدود اللبنانية أعلن في بيان له أنه لن يزج نفسه في معارك جانبية للدفاع عن أحد، وأن مهمته الأساسية هي الدفاع عن الأراض اللبنانية..
وفي الوقت نفسه حاولت ميليشيا حزب الله الالتفاف على الثوار والتسلل من جرود بريتال اللبنانية نحو عسال الورد والجبة في القلمون، بعد أن عجزت عن اختراق خطوط الثوار من الأراضي السورية،
وبحسب مراقبين فإن القصد من هذه الحركة، هو محاولة جديدة من قبل حزب الله لزج الجيش وحرس الحدود اللبناني في الحرب التي تخوضها بدوافع طائفية، لعل التدخل ينجيه من منطقة القلمون التي تحولت إلى مستنقع لم يعد الحزب قادراً من الخروج منه..
ومع ذلك فقد رأى جيش الفتح أن يسحب كتائبه المتواجدة في جبهة عسال الورد إلى مواقع أكثر قدرة على الحركة والمجابهة، بحسب الأنباء الواردة مؤخراً من هناك..

ولكي يقوم جيش الفتح بتوضيح ما حدث أكد المقدم محمد خطار القيادي في الجيش السوري الحر في القلمون : حزب الله يعلم جيداً أنه غير قادر على تحقيق أي انتصار في القلمون، لكنه يريد أن يخترع معركة على الحدود السورية- اللبنانية من أجل هدفين، الأول هو تبرير سحب مقاتليه من الجبهات الداخلية في سوريا إلى جبهة القلمون، وثانياً لتوريط الجيش اللبناني في مواجهات مع الجيش الحر والثوار” .
وتابع المقدم خطار: المعارك الماضية أكدت لقيادة حزب الله أن المعركة ليست لصالحهم. فهناك ستة من القيادات الميدانية قتلوا في اليومين الماضيين، كما أن أعداداً كبيرة من المسلحين قتلوا وجرحوا، وبخاصة في عسال الورد والجبة، وكل هذه الخسائر التي نتكلم عنها موثقة تماما “.
وحول المخاوف من حصول توريط للجيش اللبناني في المعركة، قال خطار: نحن والشعب اللبناني جيران وأخوة، والجيش اللبناني نكنّ له كل الود والاحترام، وقيادة الجيش اللبناني تعلم تماماً كيف وقفنا إلى جانبهم خلال اعتداء ” داعش ” على عرسال والجيش.. كنا في خندق واحد معهم، ونحن نناشد قيادة الجيش اللبناني أن تتجنب مؤامرة توريط الجيش بمعركة القلمون “..

 

أضف تعليق