شنّت طائرات حربية أردنية يوم الجمعة الماضية، غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في البادية الشرقية السورية، و أدت إلى تدمير مخازن أسلحة ومقرات عسكرية، بحسب تصريح الجيش الأردني.
و في هذا الصدد قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد محمد فلاح العبادي، إن “الغارة الجوية تمت بالتنسيق مع الجانب السوري، وحملت رسائل في طياتها، وخصوصا أنها أتت في ذكرى استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، التي صادفت الجمعة”.، وفق تصريحات أدلى بها لصحيفة عربي21.
وأضاف العبادي:”أعتقد أن هنالك تنسيقا في الفترة الحالية بين النظامين الأردني والسوري”، لافتا إلى أن “الطائرات الأردنية قادرة على الوصول إلى العمق السوري، ولا أعتقد أنها دخلت بدون علم النظام السوري، أو تنسيق مسبق معه”.
معتبرًا أن “الغارات الأردنية حملت رسالة مفادها أن الأردن لن يتوقف عن مكافحة الارهاب، وخصوصا إذا ما نال من أي جزء من الوطن”.
و نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي “عامر السبايلة” قوله إنّ إن “توقيت الغارة يدل على أنها لم تأتِ نتيجة خطر أو عملية كان تنظيم الدولة يحضر لها”.
و رأي السبايلة أن الأردن بمثل هذه الغارات “يتخذ إجراءات استباقية للمعركة القادمة في الجنوب السوري، وهذا يعني أن الأردن شن غاراته بالتنسيق مع النظام السوري وروسيا”.
و قال: إنّ الغارات الأردنية تعتبر إعلانا رمزيا عن أن المملكة حسمت خياراتها في موضوع التحالفات على الأرض، استعدادا لمعركة الجنوب السوري، وأنها بدأت تتحرك ضمن رؤية ومصلحة أردنية بحتة؛ تحتم عليها التنسيق مع الداخل السوري”.
وتابع السبايلة: “تحمل الغارات أيضا رسالة إلى أمريكا؛ مفادها أن المملكة ستخوض معركة الإرهاب، ومن الممكن أن تكون رأس الحرب فيها”.