لعل الثقة بالنفس من أهم الأشياء التي تجعل حياة المرء أفضل وهي سمة تتسم بها الشخصية القوية القادرة على فعل المستحيل ولو بعد حين، والشخص الواثق بنفسه يضع هدفاً يسير باتجاه بخطوات واثقة وبسلوك مدروس لا تؤثر فيه نظرات الناس أو انتقاداتهم فهو شخص قادر على التغلب على كل الصعوبات والمعوقات، فقط لأنه يتمتع بثقة عالية بنفسه.
والثقة بالنفس تعني الحالة النفسية الإيجابية التي يتمتع بها الانسان عندما يريد أن يتكلم مع الآخرين أو يقوم بعمل معين يخدم فيه نفسه أو الوسط المحيط به، فالمعلم الذي يعطي درساً معيناً للطلاب إذا كان واثقاً بنفسه فهذا سينعكس على طريقة إعطائه الدرس وقدرته على إفهام الطلاب وتوصيل المعلومة لهم بشكل متقن ومؤثر، ما يعني النجاح في العملية التعليمية.
وكذلك النجار مثلاً الذي يطلب منه تصنيع باب خشبي وفق تصميم معين، ثم ينطلق في صنع ذلك الباب وهو واثق بنفسه بقدرته على إنجاز العمل وذلك لامتلاكه المهارة المناسبة والخبرة طويلة الأمد في عمله كنجار، هذا الشخص هو شخص ناجح لثقته بنفسه.
وبالتالي الثقة بالنفس تعني ببساطة النجاح في الحياة وإمكانية انجاز الأعمال من قبل الأشخاص الواثقين بأنفسهم، ولكن كل في مجاله وكل فيما يتمتع به من مهارات اكتسبها بعد طول تدريب ومعاناة.
وبالتالي الشخص حتى يكون واثقاً من نفسه في كلامه وسلوكه تجاه الآخرين لا بد أن يتمتع بمهارات معينة تعزز من ثقته بنفسه، وهذه المهارات يكتسبها المرء مع طول التدريب وهي تشكل مجموعة خبراته في الحياة.
ولعل الشخص في بداية انطلاقته في معترك الحياة يحتاج لأن يشجع نفسه لأنه قد لا يجد من حوله إلا المنتقدين، وقد كان أفضل رجل في المبيعات في أمريكا يخرج من بيته كل يوم ويقول لنفسه أنا أفضل رجل في المبيعات في أمريكا، وهو إن لم يكن كذلك في بداية الأمر لكنه أصبح فيما بعد فعلاً أفضل رجل في المبيعات في أمريكا وهو ما أهله ليكون من أثرياء البلد.
فلا شيء مستحيل على الإنسان لكن الشيء الجوهري حتى تعزز ثقتك بنفسك ابحث عن نفسك واكتشف موهبتك واعمل على تعزيزها من خلال التدريب المتواصل وعدم اليأس ومع الوقت ستجد نفسك الإنسان الناجح الواثق بنفسه وذلك طبعاً بعد التوكل على الله والاعتماد عليه في كل حركاتنا وسكناتنا، وكما يقولون .. ويا جبل ما يهزك ريح.