معارضتنا الكريمة.. شكر الله سعيكم؛ دعوا الوعر و أهله

في أحد المهرجانات التي نظمها اتحاد العمال لتكريم المتقاعدين قدم راعي الحفل لأحد المكرمين هدية على شكل لفافة فسأل العامل ماذا يوجد بداخلها فقالوا له هي شهادة تكريم فيها تمجيد لك وإشادة فانبرى قائلاً لهم ماذا أفعل بهذه الأوراق وهل أستطيع إطعامها لأولادي الجياع؟ فحار القوم في أمرهم وعرفوا أنه ليس من السهل الضحك على عامة الشعب من الرعاع.

 
يبدو أمراً مثيراً للسخرية تصريحات أسامة أبو زيد ومن بعده محمد علوش وتعليق مشاركة المعارضة في أستانة 3 احتجاجاً كما قالوا على عدم التزام النظام باتفاق وقف إطلاق النار وإبرامه اتفاقاً في الوعر مع لجنة الحي لإنهاء حصار دام سنوات للحي وبرعاية روسية مباشرة، والتساؤل ماذا كان يفعل أبو زيد وعلوش و عتاولة المعارضة وهم في مركز المسؤولية والقرار أمام حالات خرق اتفاق وقف إطلاق النار التي لا تعد ولا تحصى وأمام حالات واسعة من التدمير والتهجير الممنهج على امتداد سورية؟.

لا يعقل ألا تكون المعارضة عارفة بأن الوعر يقع تحت القصف والحصار منذ سنوات وأن عدد سكان الوعر كان 700 ألف وهو الأن أقل من 70 ألف، تهجير الملايين تم أمام أعينكم أيها السادة المعارضون، على ماذا تتباكون الآن وتشتكون؟ على ما تبقى من الأهالي الذين لم يستطع الحصار والقصف النيل منهم والذين أخطأ الموت حصادهم؟
الغريب أنكم تحتجون ضد الروس، لكنكم اجتمعتم بهم في أستانة مباشرة بعد إنجازهم مهمة تدمير شرقي حلب وتهجير أهلها، لا بل أن الكثيرين منكم خرجوا يشيدون بالدور الروسي الفاعل ويمدحونه لكن لا ندري هل يقصدون فعاليته في قتل الشعب السوري وتهجيره؟

 

“شو عدا ما بدا الأن يا أبو زيد ويا علوش…ممكن تفهمونا ماهي القوة الجديدة التي امتلكتموها حديثاً لترفعوا صوتكم من جديد؟”

 
كل الخشية أن يكون النظام قد أصابكم بعدوى المقاومة والممانعة فأعجبتكم لعبته وأردتم تجريبها، لكنكم نسيتم أن تلك اللعبة القذرة من اختصاص النظام وهي ماركة حصرية مسجلة باسمه لا يعرف أحد غيره استخدامها، لكن الغريب عدم تقديركم الظروف ولا التوقيت فتنبرون للتصريح والتلويح مع أن أوراقكم استهلكت وباتت مكشوفة بعد أن فرطتم بها واحدة إثر أخرى وبأثمان بخسة.

 
خياراتكم محدودة الآن ولذلك تظهر السخرية منكم ومن تصريحاتكم النارية و أنتم لا تملكون زمام أموركم فكيف بزمام ثورة عظيمة، اذهبوا أو لا تذهبوا فالناس لم تعد تهتم بكم أو تعول عليكم بشيء فقد جربتكم من قبل مراراً وتكراراً وانتظرتكم طويلاً بلا جدوى.

 
ذهبتم لجنيف 2 لحشر النظام في الزاوية وكشف أكاذيبه كما قلتم، ولكنكم في الوقع ذهبتم للفخ بأرجلكم وبدأتم مسلسل تنازلات لا ينتهي ولن ينتهي، أضعتم مبادئ الثورة بعد أن ضعتم، واصبح كل همكم المؤتمرات والاجتماعات والخروج على الفضائيات والمؤتمرات الصحافية والمقابلات ولبس البدلات والكرافات والإقامة في أفخم الأوتيلات، ولذلك أيها السادة المعارضون الواقعون في حب جنيف ووله أستانة اذهبوا أنى شئتم ومتى شئتم ولا تحسبوا حساباً لأحد ما، لأنه لا أحد يهتم بكم وما تفعلون ولا أحد ينتظر منكم أن تستطيعوا فعل شيء بعد أن تحولتم دمى وبيادق على رقعة الشطرنج، كل ما يطلبه الناس منكم أن تنسوهم وتتركوهم وشأنهم فهم أعلم بمصالحهم وشؤون حياتهم، وما عليكم سوى التوقف عن المزاودة على ألام الناس ومآسيهم بحجة الممانعة والصمود.

 
من أراد منكم أيها أن يثبت صدقه فالأمر جد يسير ولا يكلفكم سوى العيش مع الناس في منطقة محاصرة تتعرض للقصف والتدمير، وبعد تلك التجربة الجميلة ننتظر سماع تصريحاتكم النارية، أو ربما ننتظر منكم التكرم والتخلي عن فنادقكم الفخمة والعيش عدة أيام بين الناس في المخيمات وسط الخيام.

 
شكر الله سعيكم أيها المعارضون الأشاوس الذين استطعتم القضاء على أنبل وأطهر ثورة في التاريخ، نعم هناك من يتناسى ولكن لا أحد ينسى أو يسامح والأيام سجال.

أضف تعليق